الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي الخوف من المواجهة والارتباك عند الحديث، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

عندي مشكلة الخوف من الإقدام على الغرباء أو الكبار، وأحيانا من الصغار أنفسهم، فعندما تكون لي حاجة أو أريد أن أسأل عن شيء، أو أطلب شيئا، أو حتى عندما أريد أن أنصح الصغار أو أحادثهم؛ أتردد وأمتنع، وإن قمت عزمت على ذلك وأردته بشدة، ولو حصل وفعلت؛ فإني أرتبك، وأحاول إنهاء حديثي بسرعة، وفي الغالب لا يكتمل الحديث لأكثر من دقيقة.

هذه المشكلة أظن أنها لدي منذ الطفولة بعد أن كان يمنعني والدي عندما يراني أحادث الكبار بحجة أني إذا حادثتهم سوف يحسدونني، وكنت أتفادى ظهور هذه المشكلة -في الغالب- بجعل أحد أصحابي يتحدث عني، وفي أضيق الحدود أستطيع أن أتحدث بوجود أحدهم بقربي.

لم ألاحظ أثر هذه المشكلة إلا بعد أن كنت أحادث أحد أصحاب والدي منذ حوالي السنتين، فبعد الحديث سمعت أحدهم يقول له عني: إنه يكثر من التأتأة. ولكني تغاضيت عن ذلك، وحاولت من حينها معالجة ذلك، وأظن أني عالجت معظم التأتأة، لكن لا زلت أتجنب الحديث لأكثر من دقيقة.

الذي أحزنني بشدة، وأثار تلك المشكلة عندي مرة أخرى أني منذ أيام عندما ذهبت لمناقشة أحد الكبار بشأن موضوع ما؛ ارتبكت، وأصبح وجهي ساخنا جدا، ولم أشعر بمن حولي، وأيضا لم تكتمل المناقشة لأكثر من دقيقة، ولم أبين وجهة نظري بشأن موضوع الجدال، ولم أفلح لولا أن والدي تدخل في المناقشة، والحمد لله.

ما الحل؟ فهذه المشكلة تجعلني أخاف من أن أواجه الحياة، فلا أستطيع أن أطلب شيئا، أو أحقق مرادي، أو أبيّن وجهة نظري حتى، ولا أستطيع أن أحاور أو أجادل، وإن كنت أملك حجة قوية لتلك المناقشات، وقد ضاع مني كثير من الحقوق والفرص.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ابننا العزيز: ما تعاني منه هو نوع من الرهاب الاجتماعي، وقد يكون سببه أسلوب التنشئة الاجتماعية الذي تعرضت له منذ الطفولة، فلا بد أن تعلم أن الله تبارك وتعالى خلقك في أحسن تقويم، واحمد الله على نعمة العقل، فهي أعظم النعم. لذلك لماذا الخوف؟ ولماذا الرهبة من الناس المخلوقين مثلك؟ فكل الناس لها محاسن، ولها عيوب، والكمال لله وحده.

تقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك هو سبب الخوف والتوتر؛ لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك، والتقييم المتضخم للآخرين. وإليك بعض الإرشادات ربما تفيدك في التخلص من المشكلة:
1- عزز وقوّ العلاقة مع المولى -عزَ وجلَ- بكثرة الطاعات، وتجنب المنكرات. فإن أحبك الله جعل لك القبول بين الناس.

2- عدد إيجابياتك، ولا تحقر ما تملكه من نعم وقدرات وإمكانيات، بل اعتز بها، واحمد الله عليها، ولا تنظر لمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل انظر للأقل منك.

3- مارس تمارين الاسترخاء العضلي؛ فإنها تساعدك في خفض القلق والتوتر، وتجد تفاصيلها في الاستشارة رقم
(2136015).

4- لا تستعجل في الإجابة على الأسئلة المفاجئة، وحاول إعادة السؤال على السائل بغرض التأكد، واعلم أن الناس الذين تتحدث معهم لهم عيوب ولهم أخطاء أيضاً.

5- استخدم روح الفكاهة في بداية الحديث مع الآخرين، وركز على محتوى الحديث أكثر من تركيزك على الأشخاص، وصفاتهم، ومناصبهم، ومكانتهم الاجتماعية.

6- لا تضخم فكرة الخطأ، وتعطيها حجما أكبر من حجمها، فالحذر الشديد من الوقوع في الخطأ قد يساعد في وقوعه.

7- زود حصيلتك اللغوية بالقراءة والاطلاع والاستماع لحديث العلماء والمفكرين.

8- تدرب على إدارة حلقات نقاش مصغرة مع من تألفهم من الأقارب والأصدقاء.

9- شارك في الأعمال التطوعية التي تجمعك بالناس، وإذا أتيحت لك فرصة للحديث عن نفسك؛ اغتنمها، ولا تتردد، وشارك في تدريس الأطفال الصغار كمتطوع.

10- قم بالتعليق على ما يذكره الآخرون من قصص، وحكايات، وأخبار، بمزيد من الاستفسارات أو الأسئلة، وطلب التوضيح.

وفقك الله تعالى، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً