الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من النسيان والكسل والفتور وآلام الظهر والرقبة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا كنت دائما من الطلاب المتفوقين، وهذا بفضل ربي، وكان عندي ذاكرة قوية، نعمة من عند ربنا،
لكن آخر فترة بدأت أحس أن ذاكرتي شبه انعدمت، وصرت أنسى بشكل كبير، إضافة إلى أني دائما أحس بالكسل والفتور، وآلام في الظهر والرقبة، ولا أعرف ما السبب؟ وماذا يكون الحل؟

أرجو النصيحة والمساعدة.

و شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ alxender حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

يبدو من خلال سؤالك أن الحالة التي عندك كأنها حالة من التعب العام، وربما الاكتئاب، والذي من أعراضه ما ورد في سؤالك، مع ضعف الرغبة بالعمل، وربما ما يبدو وكأنه ضعف الذاكرة، فهناك احتمال أنه ليس له علاقة بالذاكرة، وإنما بسبب القلق والاكتئاب فإن التركيز قد يضعف أحيانا؛ مما يجعلك لا تنتبه، ولا تسجل بعض الأحداث، وبسبب ضعف تسجيلها أصلا فأنت قد لا تستطيع تذكرها؛ لأنها لم تُسجل أصلا بسبب ضعف التركيز.

وطبعا قبل أن نستطيع العلاج لابد من تحديد التشخيص الدقيق، وخاصة أن هناك أيضا احتمال بعض الأسباب الصحية الجسدية لهذه المشاعر التي وردت في سؤالك، ومنها ربما نقص نشاط الغدة الدرقية -مثلا- أو غيره من الأمراض البدنية البسيطة كضعف التغذية وفقر الدم...، وغيرها من الأمراض التي يسهل علاجها بعد التشخيص.

أنصحك بزيارة طبيب الأسرة؛ للقيام بالفحص العام، وبعض الفحوص المخبرية -أولا- للاطمئنان من عدم وجود سبب عضوي، وإذا وجد فيمكنه بداية العلاج، وإلا فإذا كان السبب نفسيا، فيمكن أيضا وضع الخطة العلاجية.

والعلاج الأنسب هو العلاج المعرفي السلوكي بمحاولة التعرف على الأفكار التي تسبب الاكتئاب، وفي بعض الحالات المتوسطة الشدة والشديدة فقد يكون لابد من العلاج الدوائي بوصف أحد مضادات الاكتئاب، إن تأكد تشخيص الاكتئاب، وخاصة الأدوية من فصيلة ما يسمى (SSRI).

ونحن ننصح عادة باستعمال الأدوية النفسية تحت رعاية الطبيب النفسي، وعلى الأقل أن تراجعه كل عدة أشهر؛ لأنه قد يحتاج لزيادة الجرعة، أو تغيير الدواء لآخر، ومتابعة الأعراض الجانبية المزعجة أحيانا.

وإذا صعب عليك كثيرا مراجعة الطبيب النفسي فبعض الأطباء العامين، كطبيب الأسرة، يمكن أن يشرف على هذه المعالجة.

عافاك الله، ويسّر لك الشفاء العاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً