الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتان تكدران حياتي: تساقط شعري وظهور الصلع وأحلام اليقظة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني منذ ثلاث سنوات من تساقط وفراغات في الشعر، ويصاحب هذا تشتت وصعوبة في التركيز مما جعل مستواي الدراسي في تدنٍ، حيث إني أقضي ساعات المذاكرة في الحديث مع نفسي وتأليف القصص حتى ولو لم تكن واقعية، أتخيل نفسي مع صديقاتي ومع أشخاص كثيرين أسرد لهم حكاياتي، ولا أجد نفسي إلا وأنا أتحدث أمام المرآة باستعمال الإشارات، وقد بات هذا الأمر يقلقني، فأفراد عائلتي أحيانا يضبطونني على هذه الحالة ولا أجد ما أقوله لهم، أخاف استهزاءهم بي، مع العلم أنهم متشددون ومتعصبون جدا ويرفضون فكرة زيارة طبيب نفسي.

بالإضافة إلى هذا أصبحت أعاني من النسيان وبات مستواي الدراسي يتراجع عاما بعد عام، والآن في عامي الثاني في الجامعة وقد حصلت على معدل كارثي لا يليق بماضي العلمي والمعرفي، علما أني أدرس بعيدا عن المنزل وأسكن في الإقامة الجامعية، ولا أعود إلى المنزل إلا بعد شهور نظرا لضيق الوقت وبعد المسافة، وزرت أخصائي جلدي بسبب تساقط شعري وطلب مني القيام بتحاليل، ووجدت أن (التي اس اش) مرتفع بعض الشيء: 6.5، وعرضت نفسي على طبيب غدد وأخبرني أن حالتي لا تعالج وأعطاني دواء لمدة شهرين فقط، وقد كنت أعاني من قبل من التعب وكثرة النوم، وبعد أخذي للدواء شعرت بتحسن، إلا أني بعد أن توقفت عنه عادت لي أعراض التعب وألم المفاصل من جديد.

وأعاني أيضا من رجفة في يدي عند السكون، ومن خفقان وضيق أثناء النوم، وتنميل ووخز في عضلاتي أحيانا عند الجلوس المطول، أضيف أني لا أذهب إلى صديقاتي ولا يأتينني، لا أتحدث معهن كثيرا ولا أخرج من المنزل إلا برفقة أمي، لأنها متشددة جدا وتحرمني من زيارتهن.

أعتذر على الإطالة، ولكن بالفعل أنا في حاجة لعرض حالتي، لأنني لا أجد من أتحدث معه في هذا الأمر، شكرا مسبقا وتقبلوا مني فائق الاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دورة حياة الشعر تكون على ثلاث مراحل: مرحلة النمو (Anagen)، ومرحلة الكمون (Catagen)، ومرحلة السقوط (Telogen)، والنسبة الأكبر من الشعر في فروة الرأس تكون في مرحلة النمو، ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي، ولكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية، فإنها تدخل مبكرا في مرحلة الكمون والتساقط. ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة مثل: اتباع حمية غذائية قاسية، أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى) أو عدوى جرثومية شديدة، العمليات الجراحية، ولادة؛ فإن التساقط يكون ملحوظا بعد حوالي أربعة أشهر من الحدث الذي سببه.

أما إذا كان هناك تساقط بشكل مستمر، فيجب التأكد من توافر العوامل المثالية التي تجعل الشعر ينمو في أفضل صورة بالنسبة لكل شخص، والتأكد من عدم إصابتك بأي مشكلات صحية، أو أمراض تؤثر على نمو الشعر بشكل مثالي مثل: الأمراض المزمنة، وأمراض الغدة الدرقية، الحميات الغذائية غير الصحية، ونقص تناول البروتين في الوجبات، نقص الحديد، أو نقص عدد كرات الدم الحمراء، والأنيميا، تناول بعض الأدوية، التوتر والقلق وغيرها من الأمور الأخرى، ويجب علاج وتدارك تلك الأمور إن وجدت -لا قدر الله- حتى يتوقف التساقط، ويجب في ذلك الإطار علاج الخلل في وظائف الغدة الدرقية والمشكلات النفسية المذكورة.

الصلع الوراثي عادة لا يكون مصحوبا بتساقط ملحوظ في الشعر، وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس، بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن، وذلك ما ذكرتيه أيضا في استشارتك، ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيا بواسطة الطبيب أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل Dermoscope، ويمكنك مراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص وبدء العلاج المناسب مبكرا إذا كان هناك أي مظاهر للصلع الوراثي.

والمعلومات التالية سوف تكون مفيدة في كيفية العناية بالشعر والصحة العامة والتغذية حتى تجعل شعرك ينمو في أفضل صورة، وبشكل مثالي بالنسبة لطبيعته:
• الاهتمام بالتغذية الصحية، لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية، والفيتامينات والمعادن، وشرب كمية كافية من الماء يومياً.
• الاهتمام بالصحة العامة، وممارسة الرياضة لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم يومياً.
• غسل الشعر باستخدام الشامبوهات، وتجنب استعمال الصابون بأنواعه، على أن يكون الغسل متباعداً، وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث بالأسبوع، وتجنب استعمال الماء الساخن.
• يجب استخدام منعم الشعر Conditioner مع غسل الشعر باستمرار، لأنه بمثابة المرطب للشعر، يمكن استخدام الشامبوهات العادية المتداولة والبلسم الخاص بكل نوع، واختاري النوع الأنسب لك، الذي يجعل الشعر أسهل في التعامل، والتصفيف بعد الاستحمام.
• يفضل تجفيف الشعر برقة بالفوطة، ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد الأسنان من أسفل إلى أعلى، ثم استخدام الفرشاة في النهاية.
• لا تضعي أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل: الجل، والموس، وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.
• تجنبي فرد الشعر بالكريمات الكيميائية، أو بالتسخين، وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار، وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.

وفقك الله وحفظك من كل سوء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور محمد علام، استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
وتليها إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أعتقد أن لديك جانب قلقي وبعض التوترات التي ربما تكون أخلَّت بتركيزك ومستوى استيعابك لدراستك، وتساقط الشعر فيه جانب نفسي، لكن قطعًا -إن شاء الله تعالى- سوف يفيدك ما قاله الأخ الطبيب المختص في الأمراض الجلدية حول هذا الموضوع.

أيتها الفاضلة الكريمة، التدهور الأكاديمي أنا لا أريد أن آخذه كأمر منفصل، أريد أن آخذه كجزئية من الكُلِ، وهو حياتك بكل مكوناتها (المكون النفسي والسلوكي والاجتماعي والتواصلي) لا بد أن ننظر للأمور كهذا، لا بد أن تكوني فاعلة اجتماعيًا، وأن تكوني يقظة نفسيًا، وأن تكوني دائمًا متفائلة، وأن تُحسني إدارة وقتك، وحسن إدارة الوقت هو من أحسن الوسائل التي تجعل الإنسان يُركز في دراسته.

فخذي الأمور على هذا السياق وعلى هذا النطاق، والتمارين الرياضية سوف تكون مفيدة جدًّا بالنسبة لك. أحسني من التواصل الاجتماعي، كوني حريصة جدًّا على بر والديك، هذا يُعطيك همَّةً عالية من أجل التحصيل الدراسي، ولا بد أن تستشعري أهمية العلم لكي يتحسن تحصيلك الدراسي.

ليس من الضروري أن تذهبي إلى طبيب نفسي، لكن يمكن أن تذهبي إلى طبيب الجامعة، وقد يصف لك أحد الأدوية المضادة للقلق وللمخاوف ومُحسنةً للمزاج، ومن أفضلها عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram)، أنت تحتاجين له فقط بجرعة صغيرة وهي خمسة مليجرام يوميًا كجرعة بداية – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام –، وهذه تستمرين عليها لمدة عشرة أيام، ثم تجعليها حبة كاملة – أي عشرة مليجرام – يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسةَ مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسةَ مليجرام يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.

بالنسبة لموضوع هرمون الغدة الدرقية، كما ذكر لك الطبيب هذا يحتاج لشيء من المتابعة، وليس أكثر من ذلك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً