الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اكتشاف العلاقات القديمة للزوجة وتأثيرها على العلاقة الزوجية

السؤال

بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله.

أنا شاب تزوجت من فترة ليست طويلة من فتاة عليها علامات الالتزام، ولكن بعد فترة من زواجنا علمت أن لهذه الفتاة ماضياً سيئاً جداً! لقد كانت على علاقة بأكثر من شاب، وكانت هناك علاقات خلوة، وأنا الآن أتعذب كثيراً؛ إنني أشك بزوجتي من أي حركة، ولقد منعتها من الذهاب إلى الجامعة، وأنا لا أدعها تخرج بمفردها من المنزل، حتى إنني لا أعرف النوم جيداً! وأنا دائماً متوتر! حتى عندما تكون في المنزل وحدها أشك بها، ولا أصدق شيئاً منها.

مع أنني لا أبدي ذلك لها، ولكني أحاول دائماً اختلاق المشاكل معها، وهي تعلم الآن أنني أشك بها. أنا لا أعرف أن أعمل جيداً، حتى عبادتي لم تعد بذلك الخشوع؛ دائماً أتذكر ماضيها السيئ، والذي زاد شعورى بذلك أنها أنكرت ماضيها! مع العلم أنني متيقن.

وهي الآن حامل، ولقد فكرت كثيراً في الذهاب إلى طبيب نفسي، ولكن الأمر صعب علي.

أريد أن أنسى ماضيها، أريد أن أرتاح، لولا إيماني بالله لانتحرت. أنا لا أفرح من أي شيء، وأصبحت في حالة غير طبيعية، هل هناك دواء لي؟ وما هي حالتي؟ أنا لا أستطيع التكلم بهذا الموضوع مع أحد إلا الله وأنتم.

ساعدوني! أرجوكم! والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أسأل الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل. اللهم آمين.

قرأت استشارتك، وتوقفت عندها طويلاً، وحمدت الله أن هداك لتشركنا معك في مشكلتك.

أخي، هناك حقائق أضعها بين يديك قبل أن ننفذ إلى العلاج، منها:

1- اعلم أن للشيطان دوراً كبيراً في التفرقة بين المرء وزوجه بالوسوسة وغيرها، وقد بين الله تعالى ذلك في سورة البقرة، ولك أن ترجع إن شئت للآية رقم ( 102) لتعرف كيد الشيطان، ولكن ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.

2- هناك ما تسمى بالغيرة، وهي غيرة كل من الزوجين للآخر، وهي مطلوبة، لكن في حدود، فإذا ما تجاوزت حدودها صارت وبالاً.

3- من أسوأ ما يبتلى به أحد الزوجين أن يشك ويسيء الظن بالآخر، فهذا يجعله في عذاب دائم، ولعل هذا مما ابتليت به أنت أخي.

4- اعلم أخي أنه لا أنا ولا أنت ولا أحد في الكون من الخلق معصوم من الخطأ، إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، فكل ابن آدم خطاء، وكل ابن آدم مذنب، ولولا ذنبهم لذهب الله بهم، ولذا سمى نفسه الغفار والتواب؛ ليذنب الناس ويتوب عليهم، ومن خلال هذا أقول لك: إن كانت هذه الزوجة قد أخطأت في الماضي، فإن كل إنسان معرض لهذا الخطأ، وما دامت قد استقامت اليوم ولم نر منها شيئاً يدل على انحرافها، فهي قد رجعت لربها، وهذا الرجوع يجعلها محبوبةً عند الله، أفلا تكون محبوبة عندك!! ولو كنا نعاقب الناس بماضيهم لعاقبنا الناس جميعاً؛ لأن كل إنسان له ماضٍ فيه خطأ، ومن هنا يجب عليك إزالة الشك من نفسك، بل عليك أن تتوب وترجع لله تعالى، بأن تقبل على الله بالتوبة والاستغفار، ثم بالإكثار من النوافل، والمحافظة على الفرائض؛ حتى يعمّر الله قلبك بالإيمان، فيطرد وساوس الشيطان من قلبك.

5- اجلس أخي بين يدي عالم، واسأله عن عواقب سوء الظن والشك وآثارهما، ونتائجهما في القرآن والسنة.

6- أقبل على زوجتك بحبٍ وود، وافتح لها قلبك، بل وكاشفها بالماضي البغيض الذي كان ينتابك وأنك فتحت صفحة جديدة، ورجعت إلى الله، وأنك ستثق فيها كامل الثقة، واطلب منها أن تعينك على العلاج، بأن تحاول هي ألا تضع نفسها في مواضع الشك، وأن تكون معك واضحة وصريحة، حتى تزيل ما انتابك نحوها.

7- عليك ومن اليوم ألا تتتبعها ولا تتجسس عليها؛ فهذا أمرٌ حرمه الله تعالى، وعاملها باعتبارها أحسن الناس سلوكاً وخلقاً، حتى تظهر لك أية بينة بأن تراها بعينك مثلاً، وهنا كذلك واجب عليك سترها، ثم إن أمسكتها فلك الأجر، وإن فارقتها فبمعروف، ولكن بعد أن ترى السوء بعينك.

وفقك الله لما فيه الخير والرضا. والله ولي الهداية والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً