الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي لديه أموال محرمة وينفق منها علينا، فكيف نتصرف حيال ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

منذ سنوات اشترى لنا أبي -أنا وأختي- حاسوبا، وبالتحديد في سنة 2011، وبدأت منذ ذلك الوقت باكتشاف عالم الحاسوب، و-الحمد لله- تعلمت الكثير من هذا الحاسوب، واكتسبت خبرة في عدة مجالات، والآن أستطيع -بفضل ما تعلمته- أن أجني بعض الأموال, لكن أبي مبتلى بالقمار، وأصابني الوسواس، ولا أعرف هل هذا الحاسوب اشتراه من مال حلال أو من مال القمار الذي يعتبر حراما؟ وإلى الآن لم أرد أن أبدأ العمل عليه وأجني بعض الأموال التي قد تساعدني، لأن حالتنا المادية صعبة، وأنا صغير في العمر، وأدرس، وأمي تعمل، وأريد مساعدتها، وأريد أن أتمكن من أن أصرف على حالي.

هل إذا بدأت العمل على هذا الحاسوب، وجنيت بعض المال فهل هذا المال حرام أو لا؟ وهل الخبرة التي اكتسبتها بفضل هذا الحاسوب إذا جنيت بها المال على حاسوب آخر فهل يعتبر حلالا أم حراما؟

الرجاء منكم مساعدتي وإجابتي إجابة واضحة، وعدم إحالتي على فتوى أخرى، فقد أصابني الوسواس، وأرغب في إراحة ضميري، والعمل بالحلال، وأن كان ما أجنيه من الحاسوب حراما فما الذي أفعله بالحاسوب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ فولان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أيها الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

نشكر لك حرصك على اكتساب المال الحلال، وهذا دليل على رجاحة في عقلك، وحسن في إسلامك، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (أيما جسم نبت على السحت، فالنار أولى به) أو كما قال عليه الصلاة والسلام. ولكن ما ذكرته من إهداء أبيك لك هذا الجهاز، مع كون والدك له أموال محرمة، وأموالٌ مباحة، فهذا الجهاز مباحٌ لك حلالٌ لا حرج عليك فيه؛ لأن العلماء يقولون بجواز معاملة من اختلط ماله الحلال بالحرام، فيجوز لنا أن نأخذ هداياه، وأن نأكل من طعامه، ونحو ذلك، حملاً له على أن ما يصلنا هو من الحلال، فلا حرج عليك في أن تعمل على هذا الجهاز، وتنفق على نفسك وتعين أمك وإخوانك، وأخواتك، ووالدك.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، ونصيحتنا لك أن تبذل وسعك في نصح والدك، بالأساليب الحسنه المؤدبة، والمؤثرة؛ ليقلع عما هو عليه من اكتساب المال الحرام، فنصحه ونهيه عن المنكر من أعظم أنواع البر والإحسان إليه.

نسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً