الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أرغب في أي شيء في الحياة وأعيش حزينًا.. هل لكم أن تساعدوني؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من اكتئاب شديد منذ أكثر من 4 سنوات، وهو مستمر معي أدى إلى تراجع مستواي في كل نواحي الحياة، حيث كنت متفوقًا وأدرس الطب، والآن تراجع مستواي جدًا، وتأخرت دراسيًا سنوات وأحب العزلة، وبعدت عن جميع الأصدقاء، ودائمًا في حالة حزن غير مبرر، وتعب نفسي وجسمي شديد، ولا أرغب في أي شيء في الحياة، وأشعر أنها بلا قيمة.

بعد زيارة الطبيب وصف لي سيبراليكس 10، وشخص مرضي بالاكتئاب، ولكني لم أستطع الاستمرار عليه؛ لأن سعره مرتفع، وأخذته فقط شهر واحد ولاحظت بعض التحسن، فقررت الآن أن آخذ علاجًا من الأدوية القديمة مثل الأدوية ثلاثية الحلقات؛ لأن سعرها رخيص ومناسب، وخصوصًا لو طالت فتره العلاج.

الآن أريد أن آخذ " توفرانيل " هل هو آمن؟ وهل هو متوفر في مصر؟ وما جرعة هذا الدواء؟ وكم يجب أن أستمر عليه؟ ولو لم يكن متوفرًا ما البديل؟

وشكرًا، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ khaled حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

نوعية الاكتئاب الذي تعاني منه أرى أنه -إن شاء الله تعالى- من الدرجة البسيطة، وحالتك هذه تُسمى بـ (Dysthymia) والـ (Dysthymia) هو نوع من الاكتئاب البسيط، لكنه يكون مستمرًا لمدة طويلة، وفي ذات الوقت يُسبب إحباطًا كبيرًا في مستوى الأداء الدراسي، أو على النطاق الاجتماعي، أو في محيط العمل، وهذا النوع من الاكتئاب بجانب العلاج الدوائي يُعالج أيضًا من خلال حُسن تنظيم الوقت، وممارسة الرياضة، والإصرار على أداء ما هو إيجابي، وما هو مطلوب، يعني بناء الدافعية الإيجابية شيء مهم، وشيء ضروري، فأرجو أن تجعل ذلك نهجك في الحياة.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أطمئنك تمامًا أن الـ (تفرانيل Tofranil)، والذي يعرف علميًا باسم (امبرمين Imipramine) دواء فاعل، وكما تعرف - أيها الفاضل الكريم - كل أدوية الاكتئاب الجديدة تمَّ قياس فعاليتها مقابل التفرانيل أو الـ (تربتزول Tryptizol)، يعني ليس هناك دواء تفوَّق عمليًا على التفرانيل في فعاليته.

الفروق الوحيدة هي أن الأدوية الجديدة قليلة الآثار الجانبية، والتفرانيل في حد ذاته بالنسبة لصغار السِّنِّ - وأحسبُ أن عمرك في بدايات العشرين - في هذه الحالات تكون الآثار الجانبية بسيطة جدًّا، بل لا يُلاحظها الإنسان إذا بدأ بجرعة صغيرة، ثم بدأ في بناء الجرعة.

التفرانيل متوفر في مصر، وأرجو أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجرام، تتناولها يوميًا صباحًا أو مساءً، هو دواء لا يُسبب النعاس ولا الخمول، ولا يزيد من اليقظة، أي أنه دواء مُحايد من هذه الناحية.

استمر على جرعة الخمسة وعشرين مليجرام لمدة أسبوعين، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا يوميًا، وهذه الجرعة جيدة، استمر عليها لمدة شهرٍ، بعد ذلك اجعلها خمسة وسبعين مليجرامًا يوميًا، تناول خمسة وعشرين مليجرامًا صباحًا، وخمسين مليجرامًا ليلاً، استمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا يوميًا لمدة أربعة أشهر أخرى، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة أربعة أشهر أيضًا، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

أرى أن هذه هي الطريقة السليمة وهذه الطريقة الفاعلة، وجرعة خمسة وسبعين مليجرامًا جرعة علاجية سوف تكون كافية، علمًا أن جرعة التفرانيل يمكن أن تكون حتى مائة وخمسين مليجرامًا في اليوم دون أي مشكلة، لكن لا أراك محتاجًا لهذه الجرعة.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً