الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشراكة في مقهى إنترنت مع وجود المخالفات فيها

السؤال

أنا لدي مقهى للإنترنت وأطبق فيه شرع الله من ناحية المواقع الإباحية، من حيث تشفيرها وطرد كل من يدخلها أمام الناس.

ولكن هنالك غرف الدردشة، والتي تحتل العدد الأكبر للمستخدمين، فماذا أفعل علماً أن لدي شركاء، ولا يوافقون على إلغاء الغرف، وأنا أعمل جاهداً في دعوة الشباب من خلال المواقع الإسلامية التي أنشرها على الحاسبات.

أرجوكم أفتوني وبشكل حازم.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يرزقك رزقاً حلالاً طيباً مباركاً فيه، وأن يجعلك من عباده الصالحين.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فبدايةً لك من كل قلبي تحيةً وإكباراً؛ لحرصك على تطويع هذه التقنية الحديثة لشرع الله، ورغبتك في المشاركة الدعوية الفاعلة في هداية شباب الأمة، وحفظ أوقاتهم، حتى ولو كان ذلك على حساب دخلك ومصروفك، وأبشر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا قائلاً: (إنما الأعمال بالنيات).

وقال لمعاذ رضي الله عنه: (أخلص النية يكفيك القليل من العمل) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وأحمد الله أن وفقك لإغلاق المواقع الإباحية، وهذا في حد ذاته من الأعمال الرائعة، ويبقى أمامك تحدي غرفة الدردشة، والتي تجذب العدد الأكبر من المستخدمين كما ذكرت، ومما لا يخفى عليك أن أقل ما في هذه الدردشة إنما هو تضييع للوقت، والمساهمة في تعطيل شباب الأمة، ناهيك عن الكلمات والعبارات المحرمة والعلاقات المشبوهة، وهذه الأجهزة خلاصة الأمر فيها أنها يصعب أن تسلم من المخالفات، والتجاوزات الشرعية ولو بنسبة قليلة.

لذا أنصح بإنهاء هذه الشراكة في مثل هذا المشروع؛ لأن دخله لم ولن يسلم من الشبهة بحال، فاخرج من المشروع وافسخ هذه الشركة، وابحث عن عملٍ آخر بعيداً عن تلك الشبه، واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وأن ما عند الله خيرٌ وأبقى للذين آمنوا، فاتخذ قراراً سريعاً وعاجلاً بحسم هذه المسألة، واعلم أن الله قال: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ))[الطلاق:2-3]، وأبشر بخير عوض، فالله جل جلاله لا يضيع أهله، ولا يكِلهم لأحد سواه سبحانه، فتوكل على الله، واترك هذا المجال، وابحث عن مجالٍ آخر مشروعاً، وليس فيه تلك المحاذير.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة، وسعة الرزق في الدنيا والآخرة.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً