الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نزيف مستمر أفسد علي عبادتي وصحتي!

السؤال

السلام عليكم

عندي مشكلة طبية ودينية في الوقت نفسه.

أنا فتاة غير متزوجة، لا أشتكي من أمراض، ولم أجر في حياتي أي عملية جراحية، أصابني نزيف في رمضان من تاريخ 12 إلى 27، وصار عدد أيام قضائي 17 يوما، ورابع يوم العيد كنّا في المدينة، وكنت حينها عائدة من الحرم، وفوجئت بأن الدورة نزلت مرة أخرى، وسألت داعية معروفة، فقالت لي بأن هذه استحاضة، لأَنه يجب يكون ما بين الدورتين 15 يوما، فلم أقتنع بكلامها؛ لأنه في يوم 12 رمضان قالت لي بأنها استحاضة أيضا، فقلت لعلها الأولى استحاضة والثانية دورة، وقالت بأنه يجوز دخول الحرم المدني، والصلاة، وتتوضئين لكل صلاة، وكان يشق علي.

أما الصيام والقرآن فلا يجوز، ودخلت الحرم المدني وصليت، ولكنني كنت أشعر في قرارة نفسي بأن ما أفعله لا يجوز، وكنت أتعب مع الصلاة ومع الحركة، لذلك توقفت عن الذهاب للحرم والصلاة، وبعد 10 أيام توقفت نهائيا، وفرحت؛ لأَنِّي أتعب بوجودها، وصمت ثلاثة أيام، ونزلت مرة أخرى، بمعنى أنها صارت تنزل كل 4 أيام، وتستمر 10 إلى 15 يوما.

وقد نصحتني خالتي بأن أكشف لدى الطبيبة، خاصة أنني أنام كثيرا، وفعلا كشفت وظهر بأن لدي تكيسا في المبايض، وكسلا في الغدة، وفقرا في الدم بسبب النزيف الذي يصيبني، وقالت الدكتورة لي بأن هذا دم فاسد.

وسألتها عن الصلاة والصوم، فقالت: لا تصلي، واسألي الشيوخ، ومنذ ذلك الوقت حتى هذه الساعة وهذا حالي، وأخشى أن يأتي رمضان القادم ولا أستطيع الصوم، لأنني أصاب بدوخة إن لم أتناول شيئاً، وخاصة حبة الغدة على الريق، فأتمنى أن توضحوا لي الحكم، وكذلك هل هناك احتمال بأنني مصابة بمس أو حسد؟ فأنا لا أقرأ القرآن إلا في رمضان، ودائما ما أحلم بأشخاص من معارفي بشكل دائم، كما أنه تمت خطبتي مرتين وتعبت، فلذلك ظننت بأني محسودة، كما أن أخي سجن ظلما.

دعواتكم لي ولأخي بتفريج همومنا.
وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hind حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الناحية الطبية يمكن اعتبار الدم الذي ينزل في الموعد الذي تتوقعين فيه نزول الدورة الشهرية هو دم الحيض، فإن صادف وقت مشاهدتك للدم نفس الوقت المتوقع لنزول الدورة؛ فيمكن اعتبار ذلك دم الدورة.

أما في الحالات المرضية التي لا ينتظم فيها نزول الدورة، أو تلك التي ينزل فيها الدم بشكل متقطع وغير مستمر، فهنا يمكن الاعتماد على التصوير التلفزيوني للتميز، ففي حال كانت البطانة الرحمية متسمكة خلال فترة نزول الدم؛ فهذا يعني بأن البطانة موجودة لم تنسلخ، وأن السبب في نزول الدم هو اضطراب هرموني مثل: التكيس على المبايض، أو الغدة الدرقية، أو غير ذلك.

أما عندما تكون البطانة رقيقة؛ فهذا يعني بأن البطانة قد انسلخت، وأن الدم النازل هو دم الحيض، هذا والله عز وجل أعلم.

وبالنسبة لحالتك:
فبسبب وجود تكيس على المبايض واضطراب الغدة الدرقية، فمن المتوقع أن تكون هي سبب الاضطراب، وعند تقديم العلاج بالشكل الصحيح، فإن الدورة الشهرية ستعود منتظمة -بإذن الله تعالى-.

بالنسبة لقصور الغدة الدرقية:
فإن العلاج سهل وفعال، وهو عن طريق تناول حبوب هرمون (الثيروكسين ) يوميا، ويتم تحديد الجرعة بعد معايرة هرمونات هذه الغدة، والمتابعة كل 6 أسابيع.

أما بالنسبة للتكيس:
فقبل البدء بأي علاج، فإنه يجب التأكد من عمل كل التحاليل الأساسية التالية:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-FREE T3-T4-PROLACTIN-DHEAS
ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة، وفي الصباح.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.
______________________________________
انتهت إجابة الدكتورة/ رغدة عكاشة -استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم-.
وتليها إجابةالشيخ/ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
______________________________________
مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يمُنَّ عليك بالعافية، وأن يفرِّج همومك وهموم أخيك.

أما ما سألتِ عنه بشأن الدماء:
فاعلمي -بارك الله فيك- أن أكثر الحيض خمسة عشر يومًا، وهذا مذهب أكثر أهل العلم، فإذا زادتْ الدماء على هذه المدة، أو كانت تتقطَّع ويفصل بينها أقلّ الطُّهر -أي يفصل بينها أقل من ثلاثة عشر يومًا-، وكان مجموعها يتجاوز خمسة عشر يومًا -كما فهمنا من كلامك-؛ ففي هذه الحالة أنت مُستحاضة، والمُستحاضة ترجع إلى عادتها إن كانت لها عادة، فتعتبر الدماء التي تأتيها في أيام العادة هي الحيض، وما كان خارج العادة فهو استحاضة، فإذا انتهت أيام عادتها اغتسلتْ للحيض، ثم بعد ذلك تتوضأ لكل صلاةٍ وتُصلي بعد التحفُّظ بما يمنع خروج الدم، ويجب عليها أن تصوم إذا كان في زمن صومٍ واجبٍ، وتدخل المسجد إذا أمِنتْ تلويثه.

وأما ما سألت عنه في شأن القضاء:
فإن كنت لا تقدرين على القضاء لمرضٍ يُرجى الشفاء منه -كما هو ظاهرٌ من كلامك-؛ فالواجب عليك أن تنتظري حتى يمُنَّ الله عز وجل عليك بالشفاء، ثم تقضي ما عليك، ولا شيء عليك في هذا التأخير ما دام بعذر المرض إذا أخَّرتِ حتى جاء رمضان التالي وقضيتِ بعده.

نسأل الله تعالى أن يمُنَّ عليك بالعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً