الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجة أبي كانت تحبني وتحنّ عليّ، فماذا أفعل لكي تعود كما كانت؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: شكرا لك -يا دكتور أحمد الفرجابي- على الإجابة الأولى التي طالما أراحت من نفسيتي كثيرا؛ لأني كنت متعب النفسية من هذه المشكلة.

ثانيا: أمي -وإني والله لأخجل من نفسي أن أقول لزوجة أبي: أمي- لم تعد تحبّني كما كانت من قبل، ولا أعرف ما السبب! ومن الممكن أن يكون السبب الذي سأقوله لك الآن: أنا الآن في السعودية، وكنت في الأردن قبل سنتين تقريبا، وكنت أعمل مع أشخاص سيئين -هداهم الله- وكانوا يشربون الخمر، ويتبعون العادات السيئة كالنساء وغيرها، وكانوا يفطرون، وقد حاولوا أن يفطروني في رمضان، لكن لم يحدث -ولله الحمد-، لكن في فترة كنت أعمل عادات سيئة في البيت، ولكن ليست مع أمي، ومن الممكن أن تكون أمي كرهتني بسبب هذه السالفة.

أما الآن أُريدك أن تقول لي: كيف أنال حبها؟ فأنا قبل أن تطلب الشيء أقدمه لها، وإن جلست بجانبها تقوم، وإن رأتني أجلس في مكان تجلس في مكان آخر حتى إن لم يكن مريحاً لها، وأنا لن أملّ من المحاولات، لكن أُريدك أن ترشدني لعلّ وعسى أن يكون خيراً ناجحاً -بإذن الله-، ولا مانع لديّ من أن يرى الجميع استشاراتي؛ لأنها أمي الغالية، وعليّ أن أكافح للحصول على حبها وحنانها.

وجزاك الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعك مجددا، ونشكر لك التوضيح والتواصل والاهتمام، ونسأل الله أن يقر عينك بحب أمك، وحب والدك، وحب الناس، وأن يحبب لك الصالحين، وأن يبعد عنك الطالحين، والتوفيق من رب العالمين.

ننصحك بأن تستمر في الإحسان لزوجة والدك التي هي أم لك، واجتهد في أن تريها منك التصرفات الطيبة والمواقف النبيلة التي تنسجم مع قواعد الشرع الحنيف، وأرجو أن تعلم أن قلبها وقلب الوالد وقلوبنا بين أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها، وما عند الله من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته. فعجل بالتوبة من تلك الأفعال، بل تب إلى الله من الذنوب، وأكثر من الحسنات الماحية، والحسنات يذهبن السيئات.

لا يخفى عليك أن الثقة لا تعود إلا بعد مدة، خاصة إذا كانت والدتك قد شاهدت منك أشياء لم تربّك عليها، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم احرص على رضاه سبحانه، فإنه سبحانه إذا رضي عن الإنسان أمر جبريل أن ينادي في السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يلقى له القبول في الأرض، قال تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًّا}

إذا كان بالإمكان الاعتذار لها، وطلب العفو منها؛ فلا مانع من ذلك، ونؤكد لك أن قلبها طيب، وأنها لا تريد لك إلا الخير، ونبشرك بأن الأمور سوف تعود إلى وضعها الطبيعي -بحول الله وقوته-، وعليك أن تزيد من برّك لها، وإحسانك، واسأل عن أحوالها وصحتها؛ فذلك لون من الوفاء لها.

لقد أسعدنا تواصلك، وأفرحنا قولك: لن أملّ من المحاولات. وهذا الإصرار هو أكبر الضمانات بعد توفيق رب الأرض والسماوات، ونسأل الله أن يحقق لك المراد، وأن ينفع بك البلاد والعباد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات