الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي صراع داخلي بين البقاء وحدي وبين الصحبة السيئة، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 22 سنة، جئت إلى أمريكا وأنا بعمر 17 سنة، وأنا على علاقة جيدة جداً مع رب العالمين، فكنت أحافظ على صلاتي وصومي ما استطعت، منذ أن كنت صغيراً، خاصة عندما ذهبت إلى أمريكا حرصت على أن أكون محافظاً على إيماني بالله وديني.

كما تعرفون أن الحياة في أمريكا صعبة جداً للمسلم، فهناك مغريات كثيرة للحياة، وهذه هي المشكلة.

عرفت قيمة المراقبة لربي في حياتي، فقد أخرجني من مواقف لا أحسد عليها بفضله, وأنا لم أفعل أي شيء من الكبائر، والحمد لله، وإنما مرة واحدة جربت فيها شرب الخمر، وتبت بعد ذلك، والحمد لله.

لدي صراع داخلي, كل من أراه من شباب وبنات هنا يقومون بشتى أنواع المعاصي وكأن الله لا يوجد في حياتهم، وأنا هنا بالغربة وأحاول قدر الإمكان أن أكون ملتزماً، وأحتاج إلى أصدقاء لي في الغربة معهم.

هؤلاء الأشخاص لا يعترفون بوجود الله في حياتهم، وأنا لست كذلك، لكني انجبرت أن أكون معهم بسبب غربتي.
المجتمع تعود على كثرة الذنوب، وأنا أحب أن أحافظ على علاقتي مع ربي، لأني أعرف قيمة مراقبته في حياتي، وأنا من دونه لا شيء.

إذا أردت أن أختار الحياة فعليّ أن أتصرف مثلهم, وهذا شيء أرفضه تماماً، مما أدى إلى أن أترك كل هؤلاء الناس، وأبقى مع أهلي, فهذا أفضل لي من أن أختار الدنيا وأخسر ربي والآخرة.

أنا إنسان اجتماعي جداً، وأحب الخروج، ولا أطيق البقاء وحدي، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحفظك ويثبتك، ويحقق لك وبك صالح الآمال.

هنيئاً لمن اختار رضوان الله، ولن تخسر شيئاً، فالدنيا والآخرة بيد الله، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً، فاحمد الله الذي هداك وفتح بصيرتك، ولا تظن أن العصاة في متعة، هيهات هيهات تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها، ويبقى الخزي والعار.

قال ابن القيم لا يستمتع العاصي بمعصيته إلا كما يستمتع الجرب بحك الجرب، فابتعد عنهم، وكن مع أهلك، وحافظ على طهارة نفسك، وابحث عن صالحين ناصحين وستجد، فإن تعذر فاتخذ كتاب الله جليساً، فإنه جليس لا يمل وصاحب لا يغش، وما جالس أحد كتاب الله إلا قام عنه بزيادة ونقصان، زيادة في هدى ونقصان من عمى وجهالة وضلالة، ثم تواصل مع موقعك، واعلم بأن الوحدة شر لكنها خير من جليس السوء، وأنت -ولله الحمد- لك أهل، وموقعك مفتوح أمامك فادخل على أقسامه المختلفة، واعلم بأننا نشرف ونسعد بك وبأمثالك ممن يبحثون عن الطهر والخير.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وحافظ على نفسك وتعوذ بالله من شيطان لا يريد لنا ولا لك الخير، فتعوذ بالله من شره، واعمر حياتك بالذكر والتلاوة، وطور مهاراتك، ووسع مداركك بالقراءة النافعة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً