الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والداي قررا الاقتراض من البنك لشراء منزل، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا على مجهوداتكم.

كنا نسكن في منزل أخذته أمي بقرض ربوي (أسأل الله أن يغفر لها وللمسلمين والمسلمات) وانتقلنا إلى مدينة أخرى بغرض إتمام الدراسة، واكترينا منزلا لأعوام طويلة، فأرهقتنا مشاكل الكراء، وصاحب المنزل يسكن فوقنا، ويريد أن يخرجنا من المنزل بجميع الطرق المتاحة مثل: المحاكم، والشجارات الدائمة، والشتم، وأقسم أني لم أعد أتحمل، وأصبحت آخذ أدوية مضادة للقلق، ونومي كله كوابيس؛ خوفا من الشجارات.

قرر والداي أن يبيعا المنزل الذي نمتلكه، وشراء آخر، والمشكلة أن العقار جد عال، وثمن البيع لن يكفي، فقررا أن يأخذا قرضا من البنك؛ لإتمام المبلغ. أرجوكم ما رأيكم؟ فأنا جد خائفة من موضوع الربا، وفي نفس الوقت أرغب بشدة الخروج من الجحيم الذي أعيشه.

مع العلم أنه ليس لدينا من يقرضنا من العائلة أو الأصدقاء، أما بالنسبة لاكتراء منزل آخر، فوالداي يرفضان بشدة الفكرة بحجة استهزاء الناس بهما، وما زالا لا يملكان منزلا وهم في هذا العمر، وانتقلا من كراء إلى كراء، ووالدي في سن التقاعد الآن.

أنا أعلم أن الربا من الكبائر، وأدعو الله أن ييسر لنا منزلا في الحلال، فما العمل؟ ومن كثرة آلامي النفسية أرغب في الصمت، وأستغفر وأتصدق كثيرا؛ لإطفاء غضب الله، وإن الله وسعت رحمته كل شيء، وهو غفور رحيم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ houda حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

الاقتراض بالربا حرام، وقد قال النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-: (لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء) وهذا العُذر الذي ذكرته لا يسوِّغ الوقوع في هذا المنكر العظيم، ما دام الإنسان لا يصل إلى حد الضرورة، ويتمكن من اكتراء منزل، واكتراء المنزل لا عيب فيه بحيث يُذمُّ الإنسان به.

فنصيحتنا لك ألا تحزني لما أنت فيه، وأن تُناصحي والديك بأن لا يقعا في هذا الذنب العظيم، تُحذريهما بما سمعت من الحديث، والآيات الزاجرة عن الوقوع في الربا والإعانة عليه، فقد قال الله: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذَرُوا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين*فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله} ومحاربة الله تعالى لا يقدر عليها أحد، فكيف يقدر عليها هذا الإنسان الضعيف؟! وسخط الله أعظم الخسارات.

الواجب على المؤمن أن يتقي الله، وتقوى الله جالبة لكل خير، ومفتاح للأرزاق، كما قال سبحانه وتعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا*ويرزقه من حيث لا يحتسب}، فأنت المطلوب منك أن تُناصحي والديك بهذا، فإن استجابا لك فالحمد لله، وإن لم يستجيبا وفعلا الحرام فإثم ذلك الحرام عليهما.

نسأل الله تعالى أن ييسِّر لكم الأمور ويقضي لكم الحاجات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً