الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرضت لحادث مروري وسبب لي أعراضاً كثيرة

السؤال

السلام عليكم
تعرضت لحادث مروري قبل أربعة أشهر، فسبب لي كسر الحوض ونزيف الرئة، أدخلت العناية المركزة 35 يوماً، وعندما أفقت من التخدير بعد تحسن حالتي وتنويمي أخبروني بوجود قطع في مجرى البول، وليس لأحد علم هل المتسبب بها هو المستشفى الأول قبل نقلي، وقد ذكر أقاربي أنه تم إدخال قسطرة خاطئة، لأنه كان يوجد لدي احتباس بالبول، ومن المحتمل أنها السبب.

كما تسبب لي هذا القطع في حدوث ناسور بولي، خراج بجانب فتحة الشرج، وقد تم وضع قسطرة مع جدار البطن، وأخبرني الأطباء أنها ستبقى لمدة ثلاثة أشهر؛ لأنه يوجد تجمع دموي بمنطقة الحوض بسبب الحادث، وبعدها ستجرى العملية لتصليح قطع مجرى البول.

علماً أني كنت أتبول أحياناً، ولكن بوجود حرارة وألم خفيف، وبعد تغيير القسطرة بعد مدة شهر قام بتركيبها استشاري بالخطأ، وبعدها ذهبت لمستشفى آخر وقام استشاري بعمل أشعة الصبغة، وكانت الصبغة تخرج مع فتحة الناصور البولي، وبعضها يذهب إلى المثانة؛ مما حير الطبيب وقام بتركيب القسطرة، وأخبرني أني لو ذهبت لأفضل أطباء العالم من المستحيل إجراء العملية قبل ذهاب التجمع الدموي الموجود بالحوض.

علماً أني أتبول أحياناً مع القضيب، ولكن البول قليل، وعند التئام الناصور البولي وإقفاله، وعند التبول مع القضيب يخرج البول من القضيب، ومن فتحة البطن التي تم إدخال القسطرة بها، وبعد مرور شهر ونصف عملت أشعة صبغة مرة أخرى، وكانت الصبغة تذهب للمثانة مباشرة بدون تسرب، كما في السابق.

عندما امتلأت المثانة قام اختصاصي الأشعة بإقفال القسطرة وتبولت مع القضيب، بشكل طبيعي، وبعد عدة أيام ذهبت لاستشاري المسالك البولية لمعرفة النتيجة فأخبرني بوجود ضيق يسير وقصير في مجرى البول، أقل من السنتيمتر، وحدد لي موعداً لإجراء عملية توسيع بالمنظار، وتم عملها -ولله الحمد- وتم تركيب قسطرة لمدة أسبوعين، أحببت أن أذكر ما تقدم ذكره لمعرفة ما جرى، وتحديد الأسباب من خلال التالي:
-كيف يتحول القطع الذي كان موجوداً بمجرى البول إلى ضيق؟ ومع وجود القطع -حسب ما ذكر الأطباء- ما هو السبب وراء خروج البول مع القضيب؟ مع أن الأطباء ذكروا أن القطع كلي وليس جزئياً، وما هو سبب خروج البول مع فتحة البطن؟

بعد إجراء العملية وتركيب قسطرة التوسيع أتاني إحساس بالتبول أو خروج شيء من القضيب، ولا أعلم ما هو سبب خروجه؟ وهل لوجود القسطرة أم ماذا؟

علماً أنه يأتي إحساس مؤلم لا أعلم ما هو؟ وأقوم بالضغط على نفسي بشده ليذهب هذا الألم الفظيع، وأحياناً من شدة الألم يعود بعد فترة قصيرة، وأقوم بتكرار ما ذكر سابقاً وتخرج أحياناً مادة لزجة صفراء اللون مع القضيب، فما هي الأسباب؟ هل هناك مشكلة أم المشكلة بوجود القسطرة وفور إزالتها ستذهب هذه الأعراض؟

لا يوجد انتصاب إطلاقاً حتى بوجود المؤثرات؛ مما سبب لي وساوس مخيفة، ولا أيضاً انتصاب صباحي.

علماً أني أحتلم أحياناً ويخرج المني بدون انتصاب، وقد أخبرت الطبيب بذلك، وذكر أنه لابد من الانتظار لمدة ستة أشهر على الأقل لرجوع الجسم لوضعه الطبيعي، وعندما أتذكر كيفية سقوطي على وجهي أثناء الحادث أقول: ربما لحقت إصابة بالعضو الذكري، ولا أعلم ما هي الإصابة؟ فهل كسر الحوض مرتبط بعدم انتصاب العضو الذكري؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن سبب تضيق مجرى البول نتيجة أذية أنسجة مجرى البول أو الإحليل، وتشكل نسيج ليفي ندبي يضيق به مجرى البول.

كذلك سبب تسريب قسم من البول من القضيب هو نتيجة بقاء اتصال، ولو كان يسيراً بين المثانة ومجرى البول.

في حال أذية مجرى البول يتم اللجوء غالباً إلى تحويل مجرى البول بشكل مؤقت، وذلك عن طريق وضع قسطرة فوق العانة أو أسفل البطن, حيث تفرغ البول مباشرة من المثانة، وبالتالي يتم تحويل تسريب البول عن مجراه الطبيعي, وذلك لمنع تشكيل تجمع للبول خارج مجرى البول، وفي الأنسجة المحيطة به, وما قد ينجم عنه من مضاعفات كالالتهابات والخراجات والنواسير البولية, ويتم عادة ترك قسطرة العانة لعدة أشهر حتى يتراجع الورم الدموي، وتستقر حالة المريض, عندها يتم إعادة التقييم السريري مرة أخرى، ويتم إجراء أشعة تلفزيونية وأشعة ملونة لمجرى البول بالطريق الصاعد باستخدام الصبغة وإجراء طبقي محوري للبطن والحوض, عندها يقوم الطبيب المختص باتخاذ التدبير المناسب للعلاج إن كان جراحياً أو عن طريق المنظار، وذلك حسب درجة وشدة وطول التضيق في مجرى البول.

إن وجود القسطرة البولية قد ينجم عنه إحساس بالرغبة في التبول بسبب تهيج جدار المثانة, أو قد يكون هناك عائق جزئي في مجرى القسطرة، ويتم تسريب جزء من البول خارجها ينزل في مجرى البول أو قد يكون هناك التهاب بولي, في هذه الحالة يتم إجراء غسيل للقسطرة بإشراف الطبيب المختص وتناول المضادات الحيوية المناسبة.

إن كسور الحوض وما ينجم عنها من أذية للأوعية الدموية والأعصاب, قد ينجم عنها ضعف بالانتصاب، وخاصة في الفترة الأولى التالية للأذية.

لذلك يجب الانتظار عدة أشهر ريثما تعود أنسجة الجسم إلى حالتها وقوامها الطبيعي.

شفاك الله وعافاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً