الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب دراسة الطب لكني أخاف ألا أحفظ مصطلحاته!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود استشارتكم في أمر معين: أنا أتمتع بميول معينة، أريد أن أكون ملما بجميع الأمور الدينية والدنيوية، فأحب أن أقرأ معلومات كثيرة، وأتثقف، وأزيد معلوماتي، وأن أحفظ كل الأمور التي أقرؤها.

أبي وأخي طبيبان، وعندما أسمعهما يتكلمان بمصطلحات طبية أستغرب كيف يمكنهم حفظ هذه المصطلحات، وأنا أطمح أن أتعلم الطب أيضًا، لكن عندما أجلس معهم وأسمع حديثهم؛ يراودني شعور أنني من الممكن أن أواجه صعوبة كبيرة في حفظ هذه المصطلحات.

هل من نصيحة أو مواساة منكم؟ هل سأستطيع حفظها؟ إذا كان الجواب نعم فهل يمكن أن تدلوني على طرق للحفظ حسب خبرتكم؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أمين ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابننا صاحب الطموح العالي في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

المثقف هو الذي يأخذ من كل شيء بطرف، فعليك أن تتعلم شيئا عن كل شيء، وقد أحسن من قال من سلفنا الكرام:

لن ينال العلم كل أحد لا وإن عاش ألف سنة

إنما العلم عميق بحره فخذوا من كل شيء أحسنه

إلى أن يقول:

فالشمع نور يستضاء به والشهد يبري لنا الأسقام والعللا

ولا يخفى على أمثالك أن المسلم يبدأ فيتعلم ما يصحح به عقيدته وعبادته وتعاملاته، ثم ينطلق في تعلم علم يجد في نفسه ميلا إليه، وقد ظهر أنك تميل إلى مهنة الطب، وأنت من عائلة الأطباء، ولن يصعب عليكم تعلم المصطلحات الطبية، فلا تنزعج، ولا تستعجل؛ لأن الأطباء يتعلمون المصطلحات من القاعات، ومن التعاملات، والمجال كبير، والفرص واسعة، وكل من ملك الرغبة وبذل الأسباب، ثم توكل على الوهاب سوف يصل إلى الخير، والحق والصواب.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بالصبر على طلب العلم، والتوكل على الله، والاستعانة به سبحانه.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً