الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب انقلاب اللولب على الرغم من تركيبه بطريقة صحيحة؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا متزوجة وعندي ابنتان -بفضل الله-، وبعد 4 شهور من ولادة ابنتي الثانية ذهبت ووضعت مانعا (اللولب)، وكانت الأمور طيبة، ولكن بعد 4 شهور أخرى من تركيب اللولب أصابني مغص شديد جدا جدا، وبعده ب 5 أيام نزل علي دم الحيض، وبنفس اليوم ذهبت إلى الدكتورة لفحص اللولب، ولمعرفة سبب المغص، فإذا بالدكتورة تفاجأ بأن اللولب نفسه مقلوب، ولا تدري كيف حصل هذا؟ ولا تعلم أيضا ماذا ستفعل؟

فقالت: انتظري خمسة أيام ثم عودي لكي أفحصك، فقد يعود لوحده مع قوة دم الحيض، أو سأحاول أن أخرجه عن طريق النتع، ولا أعلم ماذا سأفعل؟ لأنه لا وجود لخيط اللولب أساسا لكي أسحبه.

وتواصلت مع دكتورة أخرى، فتفاجأت مما حدث، فكيف له أن ينقلب بهذه الطريقة مع العلم أنه تم تركيبه بشكل صحيح تماما؟

أريد معرفة سبب حدوث انقلاب اللولب ( أي أصبح حرف T للأسفل)؟ وماذا علي وعلى الدكتورة أن تفعل؟ وهل هذا شيء خطير؟ مع العلم أن الشهور الأولى من تركيب اللولب كانت طبيعية.

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا -يا ابنتي- إن الحالة عندك ليست خطيرة، ولا غرابة فيها، وهي تحدث كثيرا، فاللولب قد يغير من وضعه في داخل الرحم، ومن هنا كانت أهمية المتابعة المنتظمة كل ستة أشهر بعد تركيب اللولب.

إن تغير وضع اللولب في الرحم قد يحدث لأسباب كثيرة، من ضمنها: غزارة دم الحيض، حدوث آلام وتقلصات قوية في الرحم، الإمساك أو الإسهال الشديد، الجماع بعنف خاصة بوضعيات معينة، أما السبب الأهم فهو: عدم وجود تناسب بين حجم اللولب وحجم الرحم، لذلك يجب دوما قياس حجم جوف الرحم قبل اختيار اللولب.

وما يجب عمله الآن هو أن تقوم الطبيبة المختصة بمحاولة إزالة اللولب في رابع أو خامس يوم من الدورة؛ حيث في هذه الفترة يكون عنق الرحم ما يزال مفتوحا وطريا، ويجب استخدام ملقط خاص بهذا الأمر، وبظروف معقمة تماما، فإن نجحت المحاولة (وغالبا ما تنجح -بإذن الله تعالى-؛ فهذا هو المطلوب، ويمكنك بعدها تركيب لولب آخر إن شئت، ولكن بحجم يناسب حجم رحمك.

أما إذا لم تنجح المحاولة -لا قدر الله-، فيجب عدم استخدام العنف أو الشدة، بل يجب اللجوء إلى إزالة اللولب تحت التخدير، والأمر لن يستغرق سوى دقائق قليلة، وهي عملية سهلة جدا، فلا تقلقي، لكن يجب على الطبيبة أولا أن تتأكد من أن اللولب لم يخرج إلى خارج الرحم، وذلك عن طريق صورة شعاعية بسيطة للبطن، خاصة إذا لم تكن متأكدة 100٪ من مكانه من خلال التصوير التلفزيوني.

نسأل الله عز وجل أن يمتعك بثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً