الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التردد والقلق والحساسية أثر على حياتي الوظيفية والاجتماعية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

بداية: نفع الله بكم وبعلمكم الإسلام والمسلمين.

أبلغ من العمر (27) عاما، ولدي مشاكل في التواصل الاجتماعي منذ الصغر؛ حيث أعاني من الرهاب والقلق وعدم الثقة في النفس عند الحديث، بالإضافة أن لدي ضعفا في السمع، وأخجل أن ألبس السماعة إلا إذا حاولت إخفاءها؛ مما يؤدي إلى عدم فهم الكلام، وسماع بعض المحادثات، وتذمر الآخرين من عدم سماعي لهم، فأصبحت أتجنب مشاركة الآخرين في الاجتماعات والخروج مع الأصحاب.

أيضا مشكلة التردد، وعدم اتخاذ القرار، مثلا: حصل لي في العمل منذ فترة أني كنت أرغب بالنقل، وعندما تمت الموافقة أصابني التردد والحيرة والخوف، وأصبحت كثير التفكير حتى بقيت في مكاني لم أنقل، وإلى الآن وأنا أشعر بالحسرة على ما ضيعته من فرصة، علما أني من المتميزين في عملي، وأيضا أصبحت مكلفا لرئاسة القسم إلا أني لا أشعر باهتمام وأهمية؛ لذلك تراودني فكرة الاستقالة من حين لآخر، ولم أستطع أن أشغل نفسي وأغير تفكيري، وحاولت أن أقرأ إلا أني أفتح أول صفحة ثم أغلق الكتاب، وحاولت في الرياضة، واشتركت في النادي إلا أني لا أذهب، وغالبا دائم التفكير في مشاكلي، وأصبحت حياتي كلها البحث عن حلول، أرهق عقلي من كثرة التفكير.

نهاية: أسأل الله أن يبعد الهم والغم عن المسلمين، اللهم إني أعوذ بك من الهم، والحزن، والعجز، والكسل، والجبن، والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه سمات في الشخصية مثل: التردد، وعدم الثقة في النفس، والحساسية الزائدة تجاه رأي الآخرين عنك، وهذا ما أثَّر في تقدُّمك الوظيفي –كما ذكرتَ– وفي علاقتك الاجتماعية، وأصبحت تعاني منه؛ لأنه سبَّب لك ضيقًا الآن، ويحتاج إلى علاج.

العلاج ليس في القراءة –قراءة الكتب– العلاج يحتاج إلى علاج سلوكي، إلى أشياء تفعلها، والأصوب –إذا كان في الإمكان– أن تُقابل شخصًا مختصًّا، معالجًا نفسيًا مختصًّا، فإنه سوف يقودك -إن شاء الله تعالى- من خلال الجلسات النفسية لأن تتغيّر، أو تحاول التغلب على هذه الصفات والسمات السالبة في الشخصية، والآن هناك مهارات نفسية عديدة تُكتسب من خلال التعلُّم، مهارات تقوية الذات، كيفية اتخاذ القرار، كيفية التعامل مع الآخرين، هذه هي الآن مهارات مُحددة يتم تعلُّمها بواسطة المعالجين النفسيين وُفق جلسات مُحددة وبرامج مُعينة تُعطى لك لتطبيقها ومراجعتها معك بدقة.

وإذا لم يكن في الإمكان الآن وجود هذا النوع من العلاج فيمكنك أن تبدأ بنفسك، أولاً: الآن قم بعمل جدول للأولويات، وأرى أن أول أولوية الآن أن تبدأ بلبس سمَّاعة الأذن بانتظام؛ لأن هذا سوف يؤدِّي إلى أن تسمع بوضوح، ابعد عنك الحساسية، وقل لنفسك: (ماذا لو أنني ألبس سماعة للأذن؟) كثير من الناس حتى مَن لا يستطيعون السمع وهو يعيشون في الحياة بالإشارة –وهلمَّ جرّا-.

قرر أن تلبس سماعة الأذن بانتظام، ومن الآن جهِّز نفسك للأسئلة، فإذا سألك الناس في المكتب أو في العمل فقل: (نعم، عندي ضعف في السمع، وذهبتُ إلى الطبيب وأعطاني هذه السَّماعة)، وابدأ بلبس السمَّاعة.

من ناحية أخرى: ابدأ بأشياء محددة -مثلاً- في حياتك، ابداء اتخاذ قرارات، مثلاً: رتِّب يومك يومًا بيوم، ماذا تريد أن تعمل غدًا مثلاً؟ وهكذا...، يومًا بيومٍ حدِّد هدفًا صغيرًا يمكنك تحقيقه، لأن بتحقيق الأهداف الصغيرة ترجع الثقة بالنفس، الثقة بالنفس تُكتسب بالإنجاز وبالسلوك، وهذا يعطيك حافزًا للتقدُّم إلى الأمام.

لكن أنصحك لإحداث التغيير الجذري في شخصيتك، وفي تغيير هذه السمات، ويمكن أن تتغيَّر بأن تلجأ لمعالج نفسي.

وفَّقك الله، وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً