الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبة هلع وأخشى تأثير الأدوية النفسية على الحمل مستقبلا

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة متزوجة، وأستخدم الكلوميد، لأنني أنوي الحمل، فأرجو وصف دواء لا يتعارض مع الحمل، لأنني أعاني من حالة نفسية، وأعلم أن العلاج النفسي يأخذ وقتا طويلا، فمنذ ستة أشهر أصابتني نوبة هلع ليلا، حيث شعرت بدوار ورعشة وبرودة في الأطراف، وخفقان في القلب وصعوبة في التنفس، واضطراب في الجهاز الهضمي، وكنت أجهل السبب حتى قرأت عن الموضوع، ومن ذلك الوقت وأنا أخاف من الليل.

قمت بعمل صورة كاملة للدم، ورسم القلب، وتحليل الغدة الدرقية، وكانت نتائج التحاليل جيدة، إلا انخفاضا شديدا في ضغط الدم، فوصف لي الطبيب أدوية نفسية، فتناولت dogmatil لفترة، ثم توقفت؛ لأن النوبة لا زالت تتكرر، بالإضافة إلى ألم مستمر في الصدر من الجهة اليسرى يمتد إلى الذراع نهارا، ويحدث مع الحركة.

ذهبت إلى طبيب مخ وأعصاب، ووصف لي lyrics ،tryptizol، وأدوية مسكنة، ولكنني مترددة في استخدامها، أفيدوني ماذا أفعل؟ هل أذهب إلى طبيب متخصص؟ ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dr vet mona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الـ (دوجماتيل Dogmatil) والذي يُسمَّى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) غير فعّال في علاج اضطراب الهلع، وهو يستعمل عادةً في الاضطرابات الـ (سيكوسوماتية Psychosomatic) (نفسوجسدية)، أي الأعراض الجسمانية التي يكون منشؤها نفسيا، خاصة اضطرابات الجهاز الهضمي، وبعض الأطباء يُعطونه بجرعات قليلة أيضًا كمضاد للقلق، ولكنه غير فعّال في علاج الهلع، ولذلك لم تتحسَّني عليه.

الـ (تربتزول Tryptizol) والذي يُسمَّى علميًا باسم (امتربتلين Amtriptyline) هو من أدوية الاكتئاب ثلاثية الحلقات، مثله مثل الـ (أنفرانيل Anafranil)، ويستعمل في علاج نوبات الهلع، وعادةً يُبدأ بجرعات صغيرة، مثل خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، ثم يمكن زيادتها ورفعها حتى خمسة وسبعين مليجرامًا – أي ثلاث حبات في اليوم – وهو آمن في الحمل، لأنه يستعمل منذ عشرات السنين، ولم تظهر له أعراض أو مشاكل مع الحمل، ولكن قد يؤدِّي إلى حدوث إمساك، وأحيانًا إمساك مع الحمل قد يكون غير مفيد.

الشيء الآخر: عادةً يُفضل عدم استعمال الأدوية في الثلاثة الأشهر الأولى للحمل -معظم الأدوية- لأن هذه هي فترة تكوين الجنين، إلَّا إذا كان المرض شديدًا ويُخشى على الأم من عواقب المرض.

طالما أنك تُخططين للحمل ولم تحملي بعد، فأرى أولاً أن تُقابلي طبيبًا نفسيًا، لأن اضطرابات الهلع من الاضطرابات النفسية والمسؤول عنها اختصاصيو واستشاريو الطب النفسي، وليس طب المخ والأعصاب، وليس الأطباء الآخرين، فيجب مقابلة طبيب نفسي، وشرح الحالة بتفاصيل، وعند وضع الخطة العلاجية أخبريه بأنك مثلاً ستحملين في الفترة كذا وكذا، فيمكن وضع الخطة العلاجية بحيث تُعطين أدوية لفترة، ثم تتوقفين عن هذه الأدوية لحصول الحمل، أو تخطيطك للحمل.

وشيء آخر: يمكن دعم العلاج الدوائي بالعلاج النفسي السلوكي، فقد يكون مفيدًا جدًّا في نوبات الهلع، وطبعًا غير ضار حتى ولو حصل حمل.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً