الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زارع الكلى وقابلية الإصابة بعدوى الدرن

السؤال

صاحبتي (24) سنة، كان عندها سكر منذ الطفولة، وأثر على عينيها وعلى الكلى، وجاءها فشل كلوي، وكانت تقوم بغسل كلى، وأثناء الغسيل جاءها ميكروب في عظامها من الغسيل، وكانت لا تقدر أن تتحرك، وجاءتها مياه على الرئة، وتقول: إنهم شفطوا المياه في المستشفى؛ لإجراء عملية زراعة الكلى. وزرعت بالفعل، ولكن وهي في المستشفى بعد الزراعة، كان هناك شخص في نفس المستشفى زارع كلى، وبعد زراعته أصابه سل رئوي، فحجزوه في المستشفى، وهي لم تره ولم تتعامل معه؛ لأنه كان في العزل، ولكن الممرضات كن يقلن لها: إن شخصا هنا عنده السل.

بعد شهور اكتشفت أن عندها سل العظام والعمود الفقري، رغم أنها محافظة على نفسها من بعد العملية، ولا تخرج من البيت، فلو سمحتم، هل ممكن أن أعرف هل انتقلت لها العدوى من هذا الشخص بالرغم من عدم التعامل معه أم أن هذا المرض يصيب من يغسل أو يزرع كلى، أو لإصابتها السابقة بمياه على الرئة، أو ميكروب في العظام؟ وكيف أصابها؟

وأريد أن أفهم، هل ممكن أن يكون عندها سل رئوي وهي ﻻ تشعر؟ وهي عندها كحة خفيفة في بعض الأحيان، ولكنها من قبل الزراعة، وأظنها حساسية أو بردا، وكنت أروح إليها في البيت دائما، فهل يجب علي أن أحلل أو أعمل فحوصات معينة؛ لأني سمعت أنه إن كان هناك صديد يكون معديا؟ وهل لو كان الصديد يعدي ممكن أن ينتقل من سل عظام لسل رئوي عند شخص آخر؟

وهي مقبلة على جراحة تنظيف لهذا الدرن هذا الأسبوع، فمتى يمكن زيارتها بأمان؟ وهل بعد العملية يتم شفاؤها تماما؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد تمت الإجابة على الجزء الأول من الاستشارة في استشارة سابقة برقم (2298390) ومرض الدرن عموما لا يصيب العظام منذ البداية، بل الغالب أنه يصيب أول ما يصيب الرئتين، ويقوم الجسم بالسيطرة على الميكروب في البداية، ويقوم بتكوين أجسام مضادة ضد ميكروب الدرن، وقد يظل هذا الأمر لفترة طويلة حتى حدوث الإصابة الثانية، وتكون شديدة، وتصيب الرئتين في البداية أيضا، وقد يتم التشخيص مبكرا خصوصا إذا اشتكى المريض من فقدان الوزن، وفقدان الشهية، ومن التعرق الليلي والحرارة الليلية، مع بصاق مدمى، وقد يتم الإهمال وتشخيص الحالة على أنها نزلات برد متكررة، خصوصا مع عدم وجود الإمكانيات الطبية والمادية، ونقص الوعي الصحي، ومع رداءة التهوية في المنزل.

والأمر يرجع بعد ذلك إلى العلاج والنظام الغذائي، فكثير من الناس يتم شفاؤهم عند تناول العلاج المناسب والغذاء الصحي المناسب، وعند إهمال المرض قد ينتقل إلى العظام بعد ذلك.

طبعا ظروف زراعة الكلى، وتناول الأدوية المانعة لطرد الكلى (أي الأدوية التي تمنع مناعة الجسم من رفض الكلى المزروعة، وبالتالي يرفضها ويطردها الجسم وتفشل العملية) تؤثر على المناعة؛ مما يساعد على انتشار مرض الدرن، وعموما العدوى تمتنع عند تناول المريض العلاج، وتتحول الحالة من حالة (Opened) أي قابلة للعدوى إلى حالة (Closed) أي حالة غير معدية، والعدوى الأساسية بالبلغم والرذاذ المتطاير معها، ودرن العمود الفقري عموما غير معد؛ لأن الجرثومة لا تنتشر من وراء الملابس، أو الجلوس في نفس غرفة المريض، خصوصا مع تناول الدواء، وبالتالي زيارة مريض درن العظام مباشرة، أو درن الرئتين بعد (15) يوما من تناول العلاج آمنة، ولا يتعرض الزائر للعدوى، ولا خوف من ذلك، وندعوا الله سبحانه وتعالى أن يشفي صديقتك، ويجزيك عنها خيرا.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً