الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصاب بحكة شديدة في الأفخاذ ليلا

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة، وبعمر 22 عاماً، غير متزوجة، ووضعي الصحي سليم.

مشكلتي تبدأ ليلاً حيث إني أصاب بحكة شديدة في الأفخاذ لدرجة أن الدم يسيل، ولقد سببت لي جروحاً كثيرة وخطوطاً، وتغير لون البشرة إلى الغامق، وكذلك الأرداف، وأحياناً عندما أستيقظ أرى بأنني بدأت في (الهرش) عندما كنت نائمة من خلال الجروح.

علماً بأنني لا أعاني من جفاف البشرة، ولا أعاني من أمراض -ولله الحمد-.
أريد حلاً، كما أريد أيضا حلاً لأخفي الجروح القديمة ذات اللون الأسود.
ووضعي لا يسمح لي بالذهاب إلى طبيب.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ربما يكون ما تعانين منه –أختنا الكريمة- هو نوع من أنواع الأرتيكاريا، أو الشرى، وهذا المرض الجلدي يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد وانتفاخات واحمرار وحكة، وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبًا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء، ويشتكي المريض من ضيق التنفس، واضطرابات وألم في البطن.

يوجد نوعان رئيسيان من الأرتيكاريا التقليدية:
• النوع الحاد والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من 6 أسابيع، وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية، أو تناول بعض المأكولات، أو الأغذية المحفوظة (مثل السمك، والبيض، والمكسرات، والكيوي، وغيرها)، أو تناول بعض العلاجات ومن أهمها المضادات الحيوية والتطعيمات، أو بسبب لدغ الحشرات وبالأخص النحل، والدبابير.

• النوع المزمن يلازم المريض فترات طويلة، ولا يوجد سبب واضح لحدوثه، وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد، وربما الأنسجة الأخرى، والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقًا.

في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا، أو جزءًا من أعراض بعض الأمراض المناعية مثل: الذئبة الحمراء، أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية مثل: أمراض الغدة الدرقية.

يمكنك العلاج باستخدام مضادات الهستامين من الأجيال الحديثة مثل: Fexofenadine 180mg or Desloratine or Levocetrizine بواقع قرص واحد مرة واحدة يوميًا صباحًا، ويمكن إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية مثل الـ Hydroxyzine 10 mg مرة واحدة مساءً، إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل أو مرضِ للمريض باستخدام الأنواع الحديثة فقط، ويوجد علاجات متعددة أخرى يكون استخدامها بعد تقييم الطبيب للحالة إكلينيكيا، ومتابعة مدى استجابتها للعلاج.

بالنسبة لك تحديدًا؛ أنصح أن تتواصلي مع طبيب أمراض جلدية متخصص، وذلك للتأكد من التشخيص في المقام الأول، لأنه في حالات الأرتيكاريا توجد تغيرات جلدية على هيئة احمرار وانتفاخ بالجلد على الأقل، بالإضافة للحكة، ولم تذكري ذلك بالاستشارة، أيضا ذكرت في السؤال أن الحكة محددة في منطقة الفخذين، ولذلك يجب التأكد من عدم وجود مرض جلدي محدد يسبب الحكة في ذلك المكان، ولذلك يجب أخذ التاريخ المرضي بشكل جيد بواسطة الطبيب، وتوقيع الكشف الإكلينيكي اللازم.

أخيرًا إذا لم تكن بالفعل هناك أي مظاهر للأرتيكاريا أو أمراض جلدية محددة، فتوجد بعض الأمراض العضوية التي تسبب حكة بالجلد بدون وجود طفح جلدي، ومنها الفشل الكلوي، وبعض أمراض الكبد وغيرها، ويجب عمل الفحوصات اللازمة للتأكد من صحتك العامة.

بالنسبة لعلاج اللون الداكن المذكور: يمكن استعمال كريم مبيض مثل الاربيتين مرة يوميا لمدة تتراوح من شهر إلى شهرين على حسب الحاجة.

وفقك الله، وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً