الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهاب الاجتماعي سبب لي فراغا، فهل من طريقة لملء هذا الفراغ؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من رهابٍ اجتماعي، على ما أعتقد دمر لي حياتي، بسببه تركت الدراسة وأصدقائي، وسبب لي عزلة لأنني أخاف من الناس، وعند مقابلة شخص غريب أتلعثم ويصبح وجهي أحمر، وأشعر برعشة، ودقات القلب تزيد، لكنني عزمت على التخلص منه -بإذن الله- ومشكلتي هي الفراغ القاتل؛ لأنني كما قلت لكم تركت الدراسة، وكل وقتي فارغ، فأريد منكم جدولاً يوميا، أريد أسماء بعض الكتب المفيدة، كقصص الصحابة وتطوير الذات، وغيرها.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لبو جعفر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
ابننا العزيز: نقول لك أنت ما زلت في مقتبل العمر، وما زالت فرص النجاح أمامك كثيرة، فلماذا تستسلم بسبب مشكلة بسيطة يمكن حلها وعلاجها؟ هناك العديد من الشباب كانوا يعانون من نفس مشكلتك ولكن بحثوا عن العلاج فوجدوه وتغلبوا على المشكلة وصاروا من قادة المجتمع ومن الخطباء المشهورين بعزيمتهم وإصرارهم.

فالرهاب الاجتماعي أو القلق الاجتماعي ربما يكون ناتجا عن ضعف الثقة بالنفس أو التقييم المنخفض للذات والتضخم الزائد لشخصية الآخرين.

إليك بعض الإرشادات ربما تفيدك في التخلص من المشكلة:
1- عزز وقوي العلاقة مع المولى عزَ وجلَ بكثرة الطاعات وتجنب المنكرات. فإن أحبك الله جعل لك القبول بين الناس.
2- عدد إيجابياتك، ولا تحقر ما تملكه من نعم وقدرات وإمكانيات، بل اعتز بها واحمد الله عليها، ولا تنظر لمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل انظر للأقل منك.
3- مارس تمارين الاسترخاء العضلي فإنها تساعدك في خفض القلق والتوتر، تجد تفاصيلها في الاستشارة رقم (2136015).
4- لا تستعجل في الإجابة على الأسئلة المفاجئة، وحاول إعادة السؤال على السائل بغرض التأكد، ولا تضع نفسك في دور المدافع، بل ضعها في دور المهاجم، وفي المحادثات تعلم كيفية إلقاء الأسئلة ومارسها أكثر. واعلم أن الناس الذين تتحدث معهم لهم عيوب ولهم أخطاء أيضاً.
5- استخدم روح الفكاهة في بداية الحديث مع الآخرين، وركز على محتوى الحديث أكثر من تركيزك على الأشخاص وصفاتهم ومناصبهم ومكانتهم الاجتماعية.
6- لا تضخم فكرة الخطأ وتعطيها حجما أكبر من حجمها، فالحذر الشديد من الوقوع في الخطأ قد يساعد في وقوعه.
7- زود حصيلتك اللغوية بالقراءة والاطلاع والاستماع لحديث العلماء والمفكرين.
8- تدرب على إدارة حلقات نقاش مصغرة مع من تألفهم من الأقارب والأصدقاء.
9- شارك في الأعمال التطوعية التي تجمعك بالناس، وإذا أتيحت لك فرصة للحديث عن نفسك اغتنمها ولا تتردد.

10- قم بالتعليق على ما يذكره الآخرون من قصص وحكايات وأخبار بمزيد من الاستفسارات أو الأسئلة وطلب التوضيح.

ونقترح عليك مقابلة أقرب طبيب نفسي، فإن العلاج الدوائي يساعدك كثيراً في التغلب على المشكلة وإزالة الأعراض. وليكن البحث عن العلاج والرجوع إلى الدراسة خيارك الأول، فانظر إلى منهم أقل وأضعف منك صحة وقوة، وانظر إلى المعاقين جسدياً وحسيا وعقلياً لم يتركوا الدراسة بسبب إعاقتهم، بل واصلوا تعليمهم رغم ما لاقوه من معاناة ومن نظرات سلبية ممن حولهم، ولكنهم في نهاية الأمر حققوا آمالهم وطموحاتهم فتغيرت نظرة واتجاهات المجتمع نحوهم. فكيف بك أنت تترك الدراسة بسبب مشكلة يمكن علاجها.

ولملء الفراغ نقترح عليك أن تبدأ في حفظ القرآن الكريم، فإنه فلاح ونجاح لك في الدنيا والآخرة، وأن يكون ذلك على يد أحد القراء والمحفظين في منطقتك، أو إذا استدعى الأمر أن تذهب إلى أقرب منطقة تجد فيها من يقوم بهذا الدور، فحفظ القرآن الكريم ومعرفة تفسيره والتفقه في الدين ومعرفة السنة الشريفة والسيرة العطرة هي مفتاحك لتطوير الذات، وستجد إن شاء الله ما يغنيك ويكفيك في هذا المجال.

وفقك الله لما فيه صلاح دينك ودنياك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً