الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ألم الجماع الشديد يمنعنا من إكمال الجماع فما هو الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سأطرح قضيتي التي أتعبتني وسببت لي الهم، أرجو مساعدتي وإرشادي في حلها والدعاء لي.

أنا فتاة عمري 22 عاما، متزوجة منذ سبعة أشهر، ولكنني عذراء دون علم أهلي، واتفقت على ذلك مع زوجي، في بداية زواجي كنت أخاف من الجماع خوفا طبيعيا، وبعد أسبوعين من زواجنا قمنا بالجماع، تألمت جداً، فتوقف زوجي عن المحاولة وابتعد عني، كررنا المحاولة ولكنها لم تنجح، صار زوجي لا يقترب مني، وعندما أحاول التودد له والاقتراب منه أجده لا يبالي، تعبت إلى أن طلبت منه، ولكنه ظل يتهرب ويتحجج.

استمرت محاولاتنا كل شهر مرة، وفي المحاولات الأخيرة لم أظهر له الألم بشدة، وكنت أكتم ألمـي حتى لا يتضجر، ولكنه تعب وكف عن المحاولة وصار يتهمني بأنني السبب، قرر أن يأخذني عند دكتورة تقوم بفتح بكارتي، وافقت على ذلك، وإلى اليوم وأنا أطلب منه الذهاب للدكتورة، أو الذهاب إلى أخصائية لمعرفة سبب المشكلة، ولكنه مستهتر ولا يبالي.

طيلة يومه خارج البيت إما في العمل أو للتنزه، ولا يعود إلا إلى النوم، وعندما أقترب منه يقول بأنه سينام للعمل، ولا يملك وقتا للجماع، أصبحت مشاكلنا كثيرة، أحاول أن أناقشه في قضيتنا الصعبة، ولا يرد علي، ويشغل نفسه بتصفح الجوال، أو يقول لي أسكتي سأنام، تعبت نفسياً وأصبحت دمعتي تنزل على أتفه الأسباب، أرجو منكم مساعدتي، لم أعد أستطيع التحمل أبدا، علما أن زوجي مصاب بالسكري.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شوق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يسعدك مع زوجك، ويمتعكم بالحلال، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

لا شك أن العامل النفسي له أثر كبير، وكم تمنينا لو أن من يتزوجوا أن يتعرفوا على فنيات العلاقة الخاصة من المختصين والمختصات، وليس من ثقافة الخرافة والتهويل، ويؤسفنا أن يكون في مجتمعاتنا من يخوف الزوجات من الألم، ويحرض الأزواج على القوة خوف الفشل.

ونبينا صلى الله عليه وسلم أراد للزوج أن يقدم لعلاقته بمداعبات وقبلات وكلمات حتى تتهيأ الزوجة، وقد قدم اللبن لأمنا عائشة ليذهب وحشتها ويجلب أنسها، وحادث صفية طويلا قبل أن يبنى بها، واهتم بزينب الصغيرة وسأل عنها بعد أن أخذها عمار ليخلو المكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل لطفه بزينب مدخلا لقلب أم سلمة وأمنا وأمانا لها قبل أن يبنى بها، وأرجو أن تعلمي -يا ابنتي- أن الألم سوف يتلاشى بعد أن تحصل المداعبات ويصبح المكان مهيأ لإكمال اللذة والمتعة، فأقبلي على زوجك إقبال الودود على زوجها، ولا تتحرجي من المبادرة، ونفذي ما طلبته منك الطبيبة المتخصصة، واستأنفي حياتك بأمل جديد، وبثقة في ربنا المجيد.

ولن يكون هناك إشكال في التأخر الذي حصل إذا أدركتما أهمية الحب، ونحيي حرصكما على عدم تصعيد الأمور خارج المنزل، فإن في ذلك عونا لكما على تجاوز الأزمة، وأرجو أن تشجعي زوجك على التواصل مع موقعكم ليسمع التوجيهات من الخبراء والمختصين من الرجال، وكل من في الموقع من مستشارين ومستشارات وموظفين وموظفات يتشرفون بخدمتكم، وهم لكم في مقام الآباء والأمهات والإخوان والأخوات، وما حصل معكم يحدث كثيرا بالسبب المذكور أو بغيره، وما أكثر الناجحين ممن تواصلوا مع المختصين، وتوجهوا قبل ذلك وبعده للموفق رب العالمين سبحانه.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن يجد كل منكما التشجيع من الشريك، ونسأل الله أن يسهل أمركم ويغفر ذنبنا وذنبكم، وأن يسعدكم ويمتعكم بالحلال.

++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة: د. أحمد الفرجابي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
تليها إجابة: د. رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
++++++++++++++++++++++++++
نشكر لك تواصلك معنا, ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.

لقد تأخرت في طلب المساعدة -يا ابنتي-، وكان عليك أن تطرحي مشكلتك منذ بداية زواجك, فالحالة عندك على ما يبدو لي هي حالة تشنج المهبل, ولربما وصلت إلى مرحلة تسمى برهاب الجماع, ولا شك بأنها قد انعكست على نفسية زوجك, بل وعلى رغبته الجنسية.

ويبدو بأن زوجك قد وصل إلى مرحلة أيقن معها بأنه لا فائدة من المحاولة, حتى لو كنت أنت المبادرة ولديك الرغبة, وما حصل طوال السبعة أشهر الماضية جعله يبحث عن حل أو طريقة للتأقلم مع الوضع, ولربما وجد ذلك في الانسحاب كليا من العلالقة الزوجية، وتجاهل مشاعرك ورغباتك, لكنه فضل المحافظة على صورة الزواج الناجح كمظهر اجتماعي.

وبالطبع إن انسحاب زوجك أو سلبيته نحوك لا أحد يؤيدها, وهي ليست حلا للمشكلة، بل هي مشكلة جديدة, لكن أردت من كلامي السابق أن أوضح لك الصورة, فلست وحدك من تعاني الآن, بل إن زوجك أيضا يعاني مثلك وربما أكثر, فكلاكما ضحية لعلاقة انعدم فيها التواصل, فلا أنت حاولت طرح مشكلتك أمام زوجك على أنها مشكلة قابلة للحل, ولا هو تمكن من استيعاب هذه المشكلة ومساعدتك في تجاوزها.

وسأفترض الآن بأنه لا وجود لأي مشكلة من أي نوع آخر بينكما, وأن المشكلة الوحيدة التي أوصلت علاقتكما إلى هذه المنعطف هي أنك تعانين من مشكلة تشنج المهبل فقط, وهنا أقول لك بأن العلاج موجود -بإذن الله تعالى-, لكن الأولوية الآن ليست لحدوث الجماع, بل لبناء جسور التواصل واستعادة مشاعر الود والألفة بينكما من جديد.

وبالتالي أنصحك بمحاولة التقرب من زوجك لكن بطريقة أخرى غير طريقة طلب العلاقة الزوجية ولا معاتبته في ذلك, بل حاولي أن تنتهزي فرصة وجوده في البيت في وقت مناسب له, وشاركيه جلسته بطريقة عفوية, وتحدثي إليه بكل ود ولطف, وأكدي له بأنك تحبينه وسعيدة بالزواج منه, وبأن مشاعرك نحوه لم تتغير أبدا بل ازدادت, وأكدي له بأنك تحلمين أن يكون أبا لأطفالك, ثم بادري بالاعتذار منه عن أي سوء تفاهم أو عدم تعاون قد بدر منك في أي موقف من مواقف حياتكما الزوجية, وقومي بشكره على صبره وتحمله مدة السبعة أشهر كاملة, واجعليه يعلم بأنك تنظرين لما قام به على أنه معروفا وتضحيه منه لن تنسيها له, وأنه قد كبر بنظرك أكثر وازداد تقديرك له, ويجب أن تؤكدي له بأنك تشعرين بالمسؤولية كاملة نحو ما حدث من فشل في إقامة علاقة زوجية طبيعية, وأن ذلك كان وما زال مؤلما لك, وأنك تشعرين بالندم وتأنيب الضمير, لكنك الآن راغبة وبشدة في تصحيح الأمور, بل وجاهزة لفعل أي شيء يصب في مصلحة الزواج, وتحتاجين إلى وقوفه بجانبك.

ووضحي له بأنك قد بدأت فعلا باتخاذ خطوات عملية لحل المشكلة, وأنك قد استشرت طبيبة مختصة, وقد أشارت عليك بما يجب عمله في مثل هذه الحالة, واطلبي منه أن يعطيك فرصة جديدة لتجربة ما أشارت به الطبيبة, وذلك في الوقت الذي يراه هو مناسبا والذي يكون فيه هو راغبا بالعلاقة, فمن المهم جدا أن لا تلزميه بشيء, بل اتركي له مساحة من الحرية والاختيار في ذلك, وخلال هذه الفترة والتي قد تطول وقد تقصر تعاملي معه بكل ود ولطف, وأظهري له بأنك زوجته المحبة والمخلصة والمتمسكة به مهما كانت الظروف.

عندما يطمئن زوجك لمشاعرك نحوه ويشعر برغبتك وتمسكك به ستبدأ المشاعر الإيجابية في داخله تترعرع لتحل مكان المشاعر السلبية، فإن لاحظت بأنه قد بدأ يقضي أوقاتا أطول في البيت لكنه مع ذلك لم يبادر أو بقي غير راغب في الجماع, فهنا يمكن أن تنتهزي الفرصة لتسأليه عن حالة مرض السكري عنده, وهل هي مسيطر عليها أم لا, واقترحي عليه أن يراجع طبيبا مختصا, ليتأكد بأن السكري منضبط ولم يسبب له أية مشاكل –لا قدر الله- وأظهري له بأن اقتراحك هذا نابع من خوفك عليه وحرصك على صحته فقط, فمن المعروف بأن مرضى السكري خاصة الغير منضبط قد يصابون بدرجة من الضعف الجنسي, مما يجعلهم يتفادون العلاقة الزوجية تفاديا للحرج أمام الزوجة, وقد يكون هذا عامل إضافي ساهم في تفاقم الأمور وفي انسحاب زوجك من العلاقة الزوجية.

وإن صلح الحال -إن شاء الله تعالى-، ووجدت بأن زوجك راغب في الجماع, فيمكنك تناول نصف حبة أو حبة (حسب وزنك) من حبوب تسمى (لكزوتانيل lexotanil)، عيار 3 ملغ, مع حبتين من حبوب (بنادول أو بروفين)، وذلك قبل الجماع بساعة, فهذه الحبوب ستساعد على إرخاء عضلات الحوض والفرج, وستخفف أو تمنع من حدوث الألم, فيسهل فض البكارة والإيلاج, والنجاح في المحاولة الأولى سيجعلك تدركين بأن الأمر أبسط مما كنت تتوقعين, وبالتالي سيزول حاجز الخوف والرهبة من نفسك, وأيضا النجاح في حدوث الإيلاج, سيجعل زوجك يستعيد ثقته بقدراته, ويمكنك تكرار تناول العلاج السابق لبضع محاولات, لكن يجب عدم تجاوز جرعة 3 ملغ من حبوب (لكزوتانيل), مع الانتباه إلى أنك قد تشعرين بعدها بالنعاس أو الرغبة في النوم.

نسأل الله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً