الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخوتي من أبي يضايقوننا ويتعمدون إغضابنا.. كيف أتعامل معهم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 27عامًا، أبي تزوج بعد أمي، ولم يكتب الله لهذا الزواج أن يستمر ونتج عنه أخ وأخت لنا.

بعد انفصال أبي وطليقته أخذ أبي إخوتي ليعيشوا معنا، وهم أصغر منا في العمر، وهم يظنون أن لنا يدًا في هذا الموضوع، وهي إرادة الله، وعلى هذا الأساس يقومون بمضايقتنا وانتهاز الفرص لفعل ذلك، لا أحس أنهم سيعتبروننا إخوة، وأنا والله أخاف الله من حقهم، لكن كيف أتصرف معهم دون أن أغضب ربي؟ وأود أن أعرف كيف التعامل مع الأرحام الذين يؤذونني دون أن أفقد احترامي أو أقطع رحمي؟

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ف.ا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك المشاعر النبيلة تجاه إخوانك، ونحيي رغبتك في الخير وحرصك على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال وأن يقدر لك الخير وأن يحقق الألفة والآمال.

صلة الرحم من العبادات العظيمة والقربات الكبيرة، ولا يمكن أن تدوم إلا بصبر على المرارات، ونسيان للجراحات، ولا يوجد إنسان أوذى من الرحامة كما حصل ليوسف عليه السلام ولرسولنا الإمام، ومع ذلك كان العفو والصفح والمسامحة ديدنهم، بل قال يوسف لإخوانه بعد ما فعلوه به: { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين }، وردد عبارة رسولنا بعد أن قال لكفار قريش: ( اذهبوا فأنتم الطلقاء )، فاثبتوا على الإحسان، وكونوا عونًا لإخوانكم من أبيكم، فان ذلك بر للوالد ووصل للرحم.

ولن تضركم أقوال الناس ولا تفسيراتهم طالما كنتم على الخير، واعلموا أن الله يجازي بالإحسان وعليه، وهناك بشارات لمن يصبر على أرحامه، وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال:" يا نبي الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون عليه"، فقال له النبي يبشره: ( لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ).

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليكم بالاستمرار في الشفقة والإحسان، وتذكروا أن رابطة الأخوة عظيمة، وافعلوا الخير لعلكم تفلحون.

سعدنا بتواصلكم ونسأل الله أن يعينكم على البر والصلة، وأن يلهمكم رشدكم ويسددكم وأن يهدي إخوتكم الصغار، وأن يعينهم على تقدير إحسانكم، وأن يوفقنا جميعًا في عمل الخير وخير العمل، وأن ينزل علينا رحمته، وأن يسعدنا بطاعته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا ليزا

    لاتقطعي صله الرحم وربي يهديهم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً