الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد وفاة والدي انتكست حالتي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، عمري 33 سنة، منذ 3 سنوات كنت أتعالج من نوبات الهلع والخوف، وكنت أستخدم (ديباكين كرونو وسيروكسات) لمدة سنتين، وكانت خطة العلاج تخفيض الجرعة ومن ثم التوقف، وكان العلاج فعالا جداً –والحمد لله- لدرجة أني توقفت عن تناول أي دواء لمدة سنة أو أكثر، وكنت أتمتع بصحة جيدة.

الآن أعاني من نفس الأعراض التي كانت تراودني في السابق، تقريباً كل تلك الاضطرابات تزامنت بعد فاجعتي بوفاة والدي -رحمه الله- قبل شهر.

أعاني من صعوبة في التنفس بعض الأحيان (وأقصد بها التقاط الأنفاس بصعوبة)، وكذلك النوم المتقطع، والشعور بالتعب وآلام في الجسم بعد الاستيقاظ من النوم، علماً أني أنام 8 ساعات ليلاً، وأعاني من دوخة، وغثيان، وانقباض في البطن، وعدم توازن، وشعور بالإغماء، وأغلب الأحيان الشعور بالموت أو اقترابه، وبعض الأحيان الإحساس بتغير الشخصية (كأنني لست أنا) أو بتغير البيئة المحيطة واختلافها، إضافة إلى ذلك فقدت المتعة في الحياة.

أفيدوني عن طريقه للعلاج؛ أفادكم الله، وجزاكم عن ذلك كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لوالدك ولجميع أموات المسلمين.
قطعاً الظرف النفسي الذي تمر به الآن أثر عليك سلباً، ولكن لم تصل حالتك أبداً إلى مرحلة الانتكاسة، هذه نسميها هفوة، والهفوات كثيرة في حياة الناس وفي صحتهم النفسية وحتى الجسدية، وإن شاء الله تعالى تتغلب على هذا الوضع.

صعوبات التنفس، والشعور بالدوخة والغثيان وعدم التوازن، هذه كلها أعراض نفسوجسدية مرتبطة بالقلق، والحمد لله أنت تنام نوماً جيداً، فعليك بالنوم المبكر، عليك بالتمارين الاسترخائية فهي مفيدة جداً، واستعن بالله تعالى، وأكثر من قراءة القرآن والأذكار، وانطلق في الحياة.

أن تزيد أنشطتك وتواصلك الاجتماعي؛ أن تبر من كان يبرهم والدك؛ هذا يعطيك شعورا عظيما بالمردود الإيجابي الداخلي، ولا تنظر إلى الوراء أبداً، انظر دائماً إلى الأمام، وكن يقظاً، واعرف أن طاقاتك النفسية عظيمة جداً.

لا أعتقد أنك في حاجة لأن ترجع مرة أخرى لتناول (الدباكين كرونا أو الزيروكسات) الحالة بسيطة، إن استطعت أن تقابل طبيبك فهذا أمر جيد، وإن لم تستطع؛ فأنصحك بدواء بسيط جداً لمرحلتك الحالية -لأن الأمر كله عبارة عن هفوة وليس انتكاسة- عقار دوجماتيل والذي يسمى علمياً بسلبرايد، وفي السعودية يوجد منتج محلي سعودي ممتاز يعرف باسم جمبرايد، أعتقد أن هذا الدواء سوف يكون كافياً جداً لك في هذه المرحلة، والجرعة هي 50 مليجراما صباحاً ومساءً لمدة شهر، ثم تجعلها 50 مليجراما أي كبسولة واحدة مساءً لمدة شهر، ثم 50 مليجراما أي كبسولة واحدة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً