الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تسبب الأدوية النفسية النسيان والشرود؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 19 سنة، طالب جامعي، أمر بتحول كبير في حياتي، فقد كنت في الماضي من المتفوقين رغم قلة مجهودي، وكان الأساتذة ينبهرون بذكائي، وكنت معروفاً في منطقتي بالذكاء وسرعة البديهة، ولكن كنت أواجه أشد عبارات الحسد والحقد من زملائي.

قبل ثلاث سنوات أصبت بوساوس شديدة، وخوف شديد، ذهبت إلى طبيبة نفسية، وصفت لي دواء باروكسات و xanax، تحسن مزاجي قليلاً، ولكني انقطعت عنه بعد شهرين تقريبا خوفا من تأثيره على عقلي سلباً، وذهبت إلى شيخ، وقال لي: إنك تعاني من حسد أو عين، ثم بعد الحجامة، قال لي: شفيت، ولكني تحسنت قليلاً.

ثم ساءت حالتي، وقلت نتائجي الدراسية بصورة ملحوظة، ثم عدت إلى الطب النفسي، فوصف الطبيب دواء ديروكسات، انقطعت عنه بسبب الخوف من أعراضه الجانبية، فدخلت في أزمة نفسية، فعدت إليه مع دواء risperidone باستشارة الطبيب.

بعد العودة كنت كثير النسيان، رغم أني كنت أتمتع بذاكرة قوية، وأحس أني أصبحت غبيًا، قال لي الطبيب توقف عن رسبردون؛ لأني ذكرت له أني لدي أرق وتعب شديد.

بالضغط على نفسي وبفضل الله نجحت في الثانوية العامة بملاحظة حسن، وبانتقالي إلى كلية جيدة ما زال النسيان الشديد يصاحبني.

ذهبت إلى راق شرعي، فقال إن لدي سحراً مشموماً يسبب لي النسيان والشرود، إلى جانب الحسد والعين، وأعطاني مسكاً أسود أدهن به أصابعي، وعورتي، وآيات الرقية بعد أيام تقيئت وقال لي الراقي: إنك استفرغت السحر، وبعد عدة زيارات له للتأكد قال لي: لقد شفيت منه، لكن ما زلت أعاني من النسيان؛ مما أدى لانقطاعي على الدراسة.

أرجو منكم إمدادي بحل، علماً بأني ملتزم، ولا أسمع الأغاني، وأصلي في جماعة منذ فترة، هل من الممكن أن يكون النسيان من الأدوية النفسية التي تناولتها لمدة تزيد على العامين بأمر من الطبيب؟ وهل تعود الذاكرة بعد فقدانها؟

علمًا بأني في هذه الفترة كثير التفكير والقلق بسبب هذا النسيان؛ لأنه سبب في تدمير مستقبلي فلا أستطيع الدراسة بهذه الحالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

علتك الرئيسية الآن هي عدم التركيز وسرعة النسيان، لا أرى أبداً أنك تعاني من مرض عضوي يؤدي إلى اضطراب الذاكرة بالكيفية التي ذكرتها، لكن من الواضح أنه لديك جوانب قلق، جوانب توترات، تخوفك من موضوع السحر هذا قطعاً يشتت كثيراً من المستوى الإدراكي لدى الإنسان، الأدوية التي تناولتها لا أرى أبداً أنها سبب لاضطراب حالتك، على العكس تماماً الأدوية قد تكون ساعدتك كثيراً في أن تستقر حالتك النفسية في فترة مبكرة.

الذي أراه الآن -أيها الفاضل الكريم- هو أن تنظم وقتك، وأن تكون لك أهداف، الإنسان لا يستطيع أن يركز، بل يكون مشتت الذهن إذا لم تكن له أهداف معينة، يضع الآليات والطرق التي توصله لتلك الأهداف، هذا لا بد أن يتم إذاً، وأنصحك أيضاً بالنوم الليلي المبكر، النوم الليلي المبكر يعطي خلايا الدماغ فرصة للترميم والانتعاش الحقيقي؛ مما يحسن من الذاكرة لدى الإنسان، دراسات كثيرة الآن أشارت أن الرياضة أيضاً تحسن من التركيز، وتحسن من الذاكرة؛ لأن الرياضة تساعد في تنظيم المواد والموصلات العصبية الكيميائية الموجودة في الدماغ، وتجعلها أكثر فاعلية مما يحسن الذاكرة.

قراءة القرآن الكريم بتدبر وتمعن، تحسن أيضاً من الذاكرة، وأنا سعيد جداً أن أعرف أنك تصلي مع الجماعة، ولا شك أن الصلاة هي إضافة عظيمة، بل هي ضرورة في حياة الإنسان.

إذاً عليك أن تتبع ما ذكرته لك من إرشاد، وأن تغير نمط حياتك بالكيفية التي ذكرتها لك، -وإن شاء الله تعالى- ستبدأ ذاكرتك في التحسن، وعليك أن تقرأ فالقراءة مهمة في حياة الناس، القراءة هي الوقود، وزاد الفكر الذي لا بد منه، وحاول في أثناء قراءتك أن تقرأ بعض المواضيع البسيطة وتكررها، وتحاول أن تبحث فيها هذا أيضاً يحسن من ذاكرتك، إذا كان القلق مهيمنا ومسيطراً عليك، هذا لا بد أن يزول، وربما تحتاج لمراجعة طبيبك إن رأى أن يصرف لك أي علاج دوائي مخفف للقلق، وأؤكد لك أن الأدوية ليست سبباً في حالتك هذه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً