الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن أن تزيد أدوية الرهاب الأمر سوءاً؟

السؤال

السلام عليكم

هل يمكن أن تزيد أدوية الرهاب الأمر سوءاً؟ لدي استشارة سابقة لكم حول أدوية الرهاب والجرعة المناسبة، فهل يمكن أن تحدث انتكاسة ويزيد الرهاب؟ وكيف أتجنب هذه الأمور؟

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم سؤالك الأول هل يمكن أن تزيد أدوية الرهاب الأمر سوءاً؟
الجواب: لا، فأدوية الرهاب لا تزيد الرهاب سوءاً، ولكن لها آثارها الجانبية، وتختلف هذه الآثار من دواء لآخر، كما أن الاستجابة لها تختلف من شخص لآخر، ومن دواء لآخر.

بعض الأشخاص لا يستجيبون لدواء معين من أدوية الرهاب، ويستجيبون لدواء آخر، وبعضهم لا يستجيب لجرعة معينة وعند زيادة الجرعة تتم الاستجابة، فالأدوية لا تزيد الرهاب سوءاً، ولكن بعض الرهاب قد لا يستجيب لبعض أنواع الأدوية، أو قد تكون هناك آثار جانبية.

أما الجرعة المناسبة فعادة لأي دواء هناك الجرعة العلاجية، أي الجرعة التي تحدث الأثر العلاجي، وتزيل الأعراض المنوط علاجها، مثلاً فلنقل دواء س جرعته الجلاعية 50 مليجراما، فإذا أعطيت أقل من 50 مليجراما فلا تتم الاستجابة لهذا الدواء ولا يتم الاستفادة منه، وهناك الجرعة القصوى أي الجرعة التي يجب أن لا تتخطاها لأن بعضها قد تكون هناك آثار جانبية شديدة ولا تكون استجابة تذكر، ولنقل أن الجرعة الجلاعية لهذا الدواء 50 والجرعة القصوى هي 300 مليجراما فيمكن أن تبدأ بـ 50 وتزيد حتى تتم الاستجابة المطلوبة، وتختلف الجرعة العلاجية من دواء لآخر، وبعض الناس يستجيبون لجرعة محددة وآخرون يستجيبون لجرعة أخرى.

لذلك عادة نحب أن نبدأ بالتدرج نبدأ بجرعة خفيفة لكي نتجنب الآثار الجانبية ونزيد الجرعة بالتدريج حتى تتم الاستجابة للدواء.

الانتكاسة عادة لا تحدث إذا تم إعطاء الدواء المناسب بالجرعة المناسبة للوقت المناسب هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى إذا تم الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي فهذا يأتي بنتائج أفضل، ويقلل من الانتكاسة بدرجة كبيرة، أي أن أحسن العلاج هو الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي وإعطاء الدواء بالجرعة المناسبة للوقت المناسب، وإعطاء العلاج السلوكي المعرفي بجلسات محددة وتحت إشراف معالج كفؤ ومتمرس في هذا النوع من أنواع العلاج.

تجنب هذه الأمور -أخي الكريم- بمواجهة الرهاب وعدم الهروب منه المواجهة المتدرجة المنضبطة ويستحسن أن تكون هذه المواجهة تحت إشراف معالج نفسي متمرس، كلما واجهة الرهاب كلما خف الرهاب وتحسنت حالتك، فالرهاب ما هو إلا خوف إذا واصلت التجنب والتهرب يزداد ضخامة، وكلما تواجهه يقل تأثيره حتى يتلاشى وتعيش حياة طبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا أبو نواف

    جزاكم الله خيرا عماقدمتوة من معلومات ..
    نسال الله لكم التوفيق..
    شفانا وسفاكم الله من هذا الامر وغيرةة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً