الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي إمساك مزمن وتضيق في فتحة الشرج بسبب البواسير.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أعاني من آلام في أسفل البطن على شكل نوبات من المغص والريح، بدأت هذه الحالة منذ سنة تقريبا، ولاحظت في بدايتها تغيرا في قوام البراز اللين جدا غير المتماسك، والذي ينزل على شكل نوبات تشبه الإسهال، لكنه بارز متناثر متبوع بنوبات من المغص أحيانا، أو الريح أحيانا أخرى، ولاحظت في البداية نقاطا بيضاء في البراز اختفت تدريجيا بعد تناول فلاجيل 500 لمدة أسبوع، تحسنت بعدها لفترة قصيرة تقارب الشهر، لكن عاد بعدها للأسف التقيؤ أحيانا.

البراز غير المتماسك كريه الرائحة بشكل لا أكاد أحتمله، ثم تبع ذلك أعراض أخرى منها الغثيان، وكثرة النوم، وشدة الكسل والشرود، وضعف التركيز في العمل. استشرت صيدلانيا فنصح لي بـ (فلاجيل Flagyl) مرة أخرى، وفي هذه المرة، وبعد حوالي أربعة أيام من تناولي له شعرت بنوبة دوار شديدة مفاجئة أثناء الوقوف مع الزملاء في العمل، وتكرر ذلك في اليوم التالي.

راجعت مستشفى الجامعة الذي شك الطبيب فيه بأعراض تشابه أعراض التهاب الأذن الوسطى، ووجود ثقل ودوار في أذني، ورأسي الأمر الذي تبين لي فيما بعد أن الدوار المفاجئ أثناء الوقوف قد يكون عرضا جانبيا للـ (فلاجيل)، توقفت عن استخدامه وما زلت لليوم أعاني نوبات المغص، والريح، والبراز المتناثر، ونزول أشياء غريبة معه، وكأنها تشبه الطعام غير المهضوم، أو أشكالا غريبة من الفضلات ولا زلت أيضا أعاني كسلا شديدا، ونوبات من الحرارة بعد تناول الطعام.

طبيعتي أقلل من شرب الماء، وأعاني في الأصل إمساكا مزمنا، وتضيق في فتحة الشرج بسبب بواسير أو لحمية تبرز من الشرج عند الجلوس للتغوط.

مع العلم أنني كنت مصابا بالتهاب مزمن في المسالك البولية، ومفرط قليلا في استعمال اللاكتوز قبل حصول هذا العارض.

أرجو الإفادة من علمكم، وهل تكفي زراعة البراز أو تغني الطبيب عن التنظير لدقة التشخيص؟

أفيدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر الخطيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المهم في هذه الحالة عمل تحليل براز ثلاث مرات متتالية للبحث عن الطفيليات، ومن أشهرها الأميبا ووجود المخاط في البراز له علاقة بوجود أكياس أميبا المتحوصلة cysts of Entamoeba histolytica، والتي تتحول كثيرا إلى الطور النشط، ويصاحب ذلك ألم في البطن، ورائحة كريهة للبراز ومخاط وزحار أو ( تعنية ).

وحبوب (فلاجيل Flagyl) لا تكفي لعلاج الأكياس الأميبية النشطة، بل يجب تناول حبوب تحتوي على (فلاجيل) ودواء آخر خاص بالأميبا النشطة يسمى (Diloxanide furoate)، ويمكن الحصول على دواء يحتوي على الدوائين معا يسمى (furazol) قرصين ثلاث مرات يوميا لمدة 10 أيام، ويمكن إعادة الجرعة مرة أخرى.

وتناوب حالة الإسهال والإمساك له علاقة بطبيعة الأكل غير الصحي الذي يؤثر في القولون، ويؤدي إلى الانتفاخ والغازات وعسر الهضم.

ومن المهم أن يحتوي الطعام الكثير من الألياف والسوائل مثل الشوفان والبرغل وجريش القمح والخضروات المطبوخة مثل الملوخية والبامية والكوسا، بالإضافة إلى شرب المزيد من الماء والسوائل.

ويمكنك للتخلص من الغازات والانتفاخ تناول مشروب ساخن من خليط مكون من مطحون الكمون والشمر والينسون والكراوية والهيل وإكليل الجبل والقرفة والنعناع، ويمكن إضافته على السلطات والخضار المطبوخ مع زيت الزيتون.

ومن المهم إعادة تحليل ومزرعة البول وتناول العلاج المناسب حسب نتيجة التحليل، ومما يحسن من مناعة الجسم تناول الفواكه ذات اللون الأسود مثل العنب والبرقوق والتين والكرز، وغير ذلك؛ لأنها تحتوي على مواد مضادة للأكسدة مع إمكانية تناول حبة البركة مع العسل، وتناول حبوب الخميرة لعلاج عسر الهضم والحصول على احتياجاتك من فيتامين ب المركب وخمائر الهضم.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً