الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لكثرة ترددي على الأطباء أصبحت أخاف منهم، فهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدأت مشكلتي قبل خمس سنوات، حيث كنت أعاني من الخوف من الأمراض كوني أدخن، وأصبحت أعاني من نوبات الهلع، وصرت كثير التردد للمستشفيات، حتى أصابني ضيق تنفس فذهبت للمستشفى، وعملت جميع الفحوصات، من تخطيط قلب، وتحليل دم، وأشعة، وجميعها كانت سليمة ولله الحمد.

قرر الطبيب أن حالتي نفسية وليست عضوية، ونصحني بسيبراليكس 10، فتناولته، وزاد لي الجرعة إلى عشرين، ولله الحمد ذهبت نوبات الهلع، ولكني أصبت بخوف شديد من الذهاب للأطباء، وأصبحت عندما أقابل الطبيب يبدأ عندي تسارع في نبضات القلب، وأثناء قياس ضغط الدم يجده مرتفعا جدا، مع أنه في المنزل يكون طبيعيا؛ فأصبحت أتجنب الذهاب للمستشفيات، وأخاف منها.

ذهبت لطبيب نفسي فشخص حالتي أنها رهاب اجتماعي، وصرف لي باروكسات 20، وفالدوكسان، ورسبيردال (نصف حبة لمدة عشر أيام) ولكن للأسف لم أستفد من هذه الأدوية، وأخبرته أنني لم أجد فائدة من هذه الأدوية؛ فصرف لي ايفكسور آخذه بتسلسل، حتى أصل إلى 300 باليوم، وفعلت ذلك، حيث لي الآن أكثر من أربعة أشهر أستخدم ايفكسور 300 يوميا، ولكن دون فائدة تذكر.

سؤالي: هل أستمر على الايفكسور، وأضيف له دواء آخر؟ أم أستخدم دواء مختلفا غير الايفكسور؟ وهل هناك علاج معرفي سلوكي لمثل حالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: الخوف من الأطباء قد يكون عرضًا من أعراض الخوف والتوتر، لماذا تخاف من الأطباء؟ لأنهم قد اكتشفوا مرضا ما، فخوفك من الأطباء يعني خوفك من المرض، وطبعًا الطبيب النفسي أعطاك أدوية مضادة للخوف، وذكرت أنك لم تتحسَّن عليها.

الـ (ايفكسور) هو من الأدوية المضادة للاكتئاب النفسي، وتعالج اضطرابات القلق والتوتر، وجرعة ثلاثمائة مليجراما هي جرعة كافية، أو بالأحرى هي جرعة قصوى، وعادةً نحن نعطي الدواء لفترة شهرين بجرعته القصوى، وإذا لم يتم الاستفادة منه بعد هذه المدة –بعد أخذ الجرعة القصوى– فإني أنصح بالتوقف عن هذا الدواء، والانتقال إلى دواء آخر، ويستحسن أن يكون من فصيلة أخرى.

أما العلاجات السلوكية المعرفية فهي فعلاً علاجات مفيدة جدًّا لمثل حالتك، وتحتاج أن تتواصل مع معالج نفسي كُفءٍ له خبرة في هذا المجال، والعلاج السلوكي المعرفي عادةً يكون في شكل جلسات علاجية تتراوح بين عشرة إلى عشرين جلسة، وعادةً الجلسة تكون مرة في الأسبوع ولمدة ساعة كاملة، ويقوم المعالج النفسي في الجلسات الأولى بالإحاطة الكاملة للأعراض والسلوك والظروف المصاحبة، ومن ثم إعطاؤك تدريبات عملية سلوكية للقيام بها، للتخلص من هذه المخاوف، ويقوم بإعطائك واجبات منزلية للقيام بها كل أسبوع ومراجعتها معه، ويجب عليك الالتزام بالجلسات.

أما بخصوص الـ (ايفكسور) فأنصح بالذهاب إلى الطبيب نفسه والشرح له أنك لم تستفد منه، وطلب التغيير والانتقال إلى دواء آخر، هناك عدة أدوية يمكن أن تُساعد في مثل حالتك.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ألمانيا أمة الله


    أعتقد أن العلاج السلوكي المعرفي هو الأفضل لمثل حالتك بالإضافة للأدوية أما نصيحتي أن تزيد من إيمانك الروحاني وحسن الظن بالله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً