الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب شخصا يرفض أن أكمل دراستي، فهل أختاره أم أختار دراستي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 25 سنة، قبل 4 سنوات تمت خطبتي لشاب، ولسبب أو لآخر تم فسخ الخطبة، وارتبط بغيري لمدة 3 أشهر، لكنه فسخ الخطبة، وعاد بعد فترة تقدم لي من جديد، وتمت الموافقة مرة ثانية على كل شيء، لكن كان هناك سبب واحد عرقل كل شيء من جديد، وهو يريد مني أن أترك دراستي، وأنتقل إلى مدينته، حيث نحن نسكن في بلدان أوروبية، لكن كل شخص في دولة، ولكل دولة لغة خاصة، أنا كنت في مرحلة رابعة كلية الصيدلة، وبسبب هذا الخلاف انتهى كل شيء، لكن العلاقة بقيت مستمرة بين الأهل والتواصل، نظرا لصلة القرابة.

بعد مرور سنة تمت خطبة الشاب من فتاة ثانية، وأيضا بعد فترة زمنية فسخت الخطبة، وخطبني من جديد، لكن كان السبب نفسه لأَنِّني لا زلت أدرس في الجامعة.

خلال هذه الفترات كلها مررت بأزمات نفسية وصحية قوية، وكان سبب موافقة أهلي في كل مرة صحتي المتدهورة، حتى أنني فشلت في دراستي، وأصبحت انطوائية، كثير البكاء والحزن، وأنا الآن أكتب لأَنِّني أشعر بألم قوي، وأحيانا أمر بنوبة بكاء حادة، خاصة عندما أتخيل أنه سوف يتزوج غيري، أخاف جدا من هذا اليوم، لقد فقدت ذاتي، لا أستطيع المذاكرة جيدا، لقد فقدت التركيز تماما.

أنا موهوبة جدا بالنحت والرسم، ولقد تركت هوايتي على مدار 3 أعوام، ولم أمارسها، وأيضاً قراءة الكتب تركتها تماماً، أصبحت شخصا تافهاً، فقدت طموحي ورغبتي في كل شيء، أشعر وكأنني غريبة عن ذاتي.

ماذا أفعل؟ ما الحل؟ هل الحل برأيكم -وأنا في السنة الأخيرة من دراستي- أن أتركها وأتزوج من الشخص الذي اختاره قلبي، أم أحاول أن أتحمل، وأترك الأمر لله سبحانه وتعالى؟

أتمنى أن تصفوا لي علاجا، أو طريقة أستطيع أن أبني نفسي بنفسي من جديد، لقد تعبت وسئمت من هذا الحال، أريد أن أرجع لسابق عهدي الفتاة الطموحة الذكية الاجتماعية، دون ألم، دون التفكير العاطفي، أريد أن أقف على قدمي من جديد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Esraa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا بكل هذا، أعانك الله ويسّر لك أمرك.

بالطبع لا تتركي الدراسة، وخاص أنك في السنة الأخيرة، بعد كل هذا العناء والجهد من الدراسة والتحصيل، وإلا فقد تندمين عليه كثيرا ولا أظن أن هناك عاقلا يمكن أن يشير عليك بترك الدراسة في مراحلها الأخيرة، فقد تتركينها الآن، ومن ثم تندمين أنك قد تركتها، وخاصة أن هذه الخطبة بين أخذ ورد، فقد تتركين الدراسة، ولسبب ما لا يتم الزواج، فماذا ستكون مشاعرك؟ أكملي الدراسة وتخرجي صيدلانية، ولكل حادث حديث.

الزواج وكما يقال قسمة ونصيب، ومن حقك أن تقبلي أو ترفضي، وإذا رفضت الزواج بهذا الشاب لسبب ما، كعدم السفر لبلد أو مدينة أخرى، فعليك أن تقبلي بأن هذا الشاب سيتزوج فتاة أخرى.

احذري أن يكون السبب الرئيسي لزواجك بهذا الشاب أنك لا تقبلين أن يتزوج غيرك، فهذا ليس بالسبب الوجيه لقبول الزواج به، وادرسي الموضوع بشكل مستقل عن البنات الأخريات، هل تقبلين أو تريدين هذا الشاب زوجا لك أو لا؟

طبعا شيء طبيعي ومتوقع أن تضطربي بسبب الخطبة وانفكاكها عدة مرات، وأي فتاة مكانك فستشعر بما شعرت به، إلا أنك الآن في مرحلة مصيرية وحساسة من دراستك، ولا بد من العمل على الخروج من هذه الحالة النفسية من الإحباط، بل ربما يفيد تأخير الخوض في هذه الخطبة والانفكاك الذي تكرر حتى تتخرجين من الجامعة، وتصبح الشهادة مضمونة بعون الله.

حاولي أن تراعي نفسك في هذه المرحلة من العبادات والرياضة ونظام النوم والتغذية، حتى تستعيدين نشاطك وحيوتك، لتتابعي طريقك الذي اخترته لنفسك.

أرجو أن يكون عندك من يمكنك أن تتحدثي معها، وتفضفضي لها، للتعبير عن كل ما نفسك من المشاعر والأفكار، ومن يمكن أن يعينك ويصبرك لتمرّي في هذه المرحلة الحرجة بأمن وسلام.

وفقك الله، وكتب لك التفوق والتخرج، والزواج الموفق والسعيد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فلسطين المحتلة زمرد

    نفس مشكلتي بالضبط..الله يوفقك ويريح بالك..

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً