السؤال
السلام عليكم
أنا شاب عمري 22 عاما، مقيم في هولندا منذ عام ونصف، وقبل قدومي إلى هنا لم أكن أنعم بالحياة المريحة بسبب ضغوطات الأهل، والمشكل العائلية الكثيرة، ومنذ وصولي إلى هنا ارتحت مبدئياً من هذا الوضع، إلى أن تعرفت إلى أحد الأشخاص، وهو طبيب بيطري هولندي.
اتفقنا على أن يساعدني على تعلم اللغة الهولندية، وعلى هذا الأساس بدأ يرافقني مرة إلى المدرسة، ومرة إلى المكان الذي أعمل به عملا تطوعيا إجباريا من البلدية، وقدم لي فرصة لتعلم مهنة النجارة عن طريق الصدفة، وقال لي: إنه لا يوجد معرفة شخصية بينه وبين الشخص الذي سوف يعلمني هذه المهنة، وبعد فترة تبين أنه في محل النجارة لا فرصة للتعليم، بل هي لإبقائي مشغولا طوال اليوم، أقوم بأعمال لا فائدة منها، إلى أن اعتذرت من صاحب المحل، وتوقفت.
بدأت أرى بعض التغيير في أسلوب أستاذ اللغة، حيث بدأ بإخباري بقصص غير صحيحة، وأسلوب مضايق غير مباشر، ولكن النقطة الأهم أنه فيما مضى طلب مني أن أقرأ كتابا، قال لي إنه قصة للأطفال، الكتاب هو عبارة عن قصة طفل عمره تقريبا بين الخمس والعشر سنوات، ذو خلق مميز، وطبع جميل، ولكن أهله يسيؤون معاملته.
لم أستطع ان أكمل قراءة الصفحة الثانية بالكتاب حيث شعرت بألم خفيف جدا بالرأس، وطلبت منه أن نبدأ بكتاب آخر؛ لأنني شعرت أنه أنا المقصود، وحتى من خلال اسم مر في القصة كان قد اقترح أن يطلقه علي سابقا، ومن بعدها بحوالي ثلاثة أشهر وكانت حالتي النفسية بدأت تسوء، وبعض المخاوف التي كانت تراودني سابقا؛ أتى لزيارتي وبدأنا القراءة في أحد الكتب، مع أني طلبت منه مرات عديدة أن ندرس بكتب القواعد لا بكتب القراءة، وكانت الصفحة تحتوي كلمات صعبة جدا، وبدلا من أن يساعدني بلفظها كان يقاطعني، ويصعب علي القراءة.
عند انتهاء لقائنا وأنا أودعه عند باب المنزل قال: إنه لا يستطيع النوم، وأنه يشعر بألم بظهره، فلم ألقِ بالا لكلامه؛ لأنه رجل مسن، وكنت في هذه اللحظة متوترا وبحالة غضب شديدة، ولكن كنت أخفيه إلى أن يرحل، وعندما رحل بدأت بضرب الكتب، وانتابني شعور بالغضب، وألم شديد بالرأس، وتحديداً في القسم الأيمن الخلفي، لدرجة أني ضربت رأسي بالحائط مرات عديدة؛ ليتوقف الألم، مع بكاء شديد، ثم بعد أيام عاد وهو يحمل كتابا فيه قصص من الإنجيل.
أعتذر إن أطلت بالشرح، ولكن للقصة بقية، وأنا حاليا منذ فترة شهر لا أنعم بنوم عميق، وأرى أحلاما وكوابيس طوال نومي، ولا أستطيع التركيز أبدا، لا بتعلم اللغة، ولا حتى بتواصلي مع الآخرين.