الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حالة اكتائب شديدة وتعرضت لضغوط شديدة

السؤال

السلام عليكم
شكراً جزيلاً على كل ما يتم تقديمه هنا، جزاكم الله خيراً.

أعاني من حالة اكتئاب شديدة أمر بها، وقد تعرضت لضغوط شديدة في حياتي الزوجية والمادية، والسبب الأكبر بسبب ضغوط العمل، فقد تعرضت لضغوط شديدة في العمل، أثرت بشكل كبير في حالتي النفسية والجسدية إلى جانب علاقتي بزوجتي، وبالناس، فأصبحت أشعر أنه لا توجد طاقة لدي، حتى للكلام مع زوجتي أو رؤية أصدقائي.

أنا إنسان غير اجتماعي بشكل كبير، وكثير التفكير في كل شيء، ومتردد جداً، وأعتقد أن ذلك سبب عدم سعادتي في حياتي بشكل عام، إلى جانب عدم ثقتي بمظهري، ولكني متعايش مع ذلك، وأرى أن ذلك مجرد من سمات شخصيتي الغير جيدة، بالرغم من عدم تقبلي له، ولكن مشكلة عملي مؤخراً أثرت علي بشكل واضح، خصوصاً أن أساسها التعامل مع الناس، والتفكير في المشاكل بشكل كبير، لدرجة أني أصبحت أفضل الموت، وأسأل الله تعالى ذلك!

قرأت كثيراً عن أدوية الاكتاب، وأعلم أن لها تأثيراً في العلاج، ولكن أعتقد أن مشكلتي نفسية بحتة.

أنا الحمد لله، أصلي، وحياتي لا تخلو من التقصير، أرجو الإفادة، هل أحتاج لعلاج نفسي، وما الذي أستطيع فعله؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hesham حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح أن هناك شيئين مهمين في حياتك، سمات شخصيتك، وكما ذكرت أنك شخصية لا تميل إلى الاجتماعيات بكثرة، ومُتردد، وتُعاني أحيانًا من عدم الثقة، ومع سمات هذه الشخصية تعرَّضت لضغوطٍ حياتية – كما ذكرت – وضغوط مادية وضغوط في العمل.

الضغوط الخارجية مع مشاكل في الشخصية أحيانًا تؤدي إلى بعض الأعراض النفسية، وهذا ما حصل لك من تفضيل الموت، وهذه أعراض اكتئاب ثانوي، ناتج عن الظروف الخارجية، وعن مشاكلك الشخصية.

الشخصية المعنية قد تستطيع أن تتواءم مع ظروف الحياة بطريقة معينة، عند اختلاف هذه الظروف لا تستطيع الشخصية المُحددة أن تتأقلم مع هذه الظروف، وهنا تحصل الأعراض النفسية والمشاكل النفسية، وهذا ما حصل لك.

العلاج الأساسي – يا أخي الكريم – هو علاج نفسي في المقام الأول، والحبوب – أي الأدوية – هنا مضادات الاكتئاب يُلجأ لها كشيء ثانوي، ولمساعدة للعلاج النفسي.

أنصحك بمقابلة طبيب نفسي في المقام الأول، وسيقوم الطبيب النفسي بأخذ تاريخ مرضي كامل، وفحص الحالة العقلية، وقد يُجري لك اختبارات أو دراسات للشخصية، ومن ثمَّ يقوم بعمل الخطة العلاجية المناسبة، إمَّا بعمل جلسات نفسية لتقوية الذات، هناك علاجات نفسية تُساعد على هذا، تقوية الذات وتقوية الشخصية، أو إذا شعر بأن أعراض الاكتئاب قوية فقد يُعطيك مضاداً للاكتئاب، لفترة من الوقت، حتى تزول أعراض الاكتئاب وتستطيع أن تتأقلم مع واقعك، وتعيش حياة سعيدة، بإذِن الله تعالى.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً