الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التهاب المفصل الحرقفي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

منذ حوالي 10 سنوات وأنا أعاني من تشنج مزمن شديد في الظهر، يتراوح ما بين الحوض إلى المنطقة القطنية، أجريت كافة الفحوصات والصور اللازمة، وكلها طبيعية باستثناء ارتفاع طفيف جدا في CRP، تناولت الكثير من الأدوية من مرخيات عضلية إلى مضادات الالتهاب إلى الكورتيزون إلى مضادات الاكتئاب، ومارست السباحة والمشي، دون جدوى.

آخر تشخيص للحالة كان التهاب المفصل الحرقفي ووصفوا لي عقار هوميرا 40، حقنة كل 15 يوما، وأيضا دون جدوى.

الألم يشتد في الصباح مع تيبس كامل مع عدم القدرة على النوم، وتشنج في كافة عضلات الجسم، تعب وإرهاق شديد جدا.

والملفت هو الإحساس بالشبع وفقدان الشهية، والإحساس دائما بنفخة خلف المعدة، مع ضيق في التنفس، ويزداد هذا الشعور بعد الطعام، ويصل أحيانا لدرجة الإغماء من التعب والتشنج في الظهر، علما أني أجريت تشخيصا للقولون وقالوا بأنه سليم، ومع توتر واكتئاب متلازمان لنسبة الألم (التشخيص النفسي سليم). عدم التركيز وصعوبة التعبير في النطق، آلام شديدة أسفل الساقين.

تناولت حبوب كالسيوم بالصدفة فأدى إلى تحسن جيد جدا لمدة شهر تقريبا، ثم عاد الوضع كما هو، بالرغم من إعادة تناول عدة أنواع من حبوب الكالسيوم مع فيتامين D، والأطباء استبعدوا أن يكون هناك رابط بين الكالسيوم ومعاناتي.

فما تشخيصكم للحالة؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

واضح أن آلام الظهر عندك مزمنة، وهي أكثر ما يكون كما ذكرت في الليل والتيبس والإحساس بالتصلب، وهناك ارتفاع في الـ CRP، وهو أحد مؤشرات الالتهاب، وهذه كلها تدل على أن هناك التهابا كما قيل لك، لأن آلام الظهر المزمنة عادة ما تكون أحد نوعين: إما آلام ميكانيكية، وهي تنجم عن خشونة أو احتكاك في الظهر، أو ديسك وآلام أخرى، وهي تنجم عن التهاب في مفاصل العمود الفقري، ومن هذه الأمراض الالتهابية هو مرض عادة ما يحصل تأخير في التخشي وهو التهاب المفصل الحرقفي العجزي، لأن الصور العادية قد تأخذ عدة سنوات لكي تظهر هذه التغيرات، ويتم التشخيص المبكر بإجراء صور رنين مغناطيسي للمفصل نفسه، وهو يظهر الالتهاب بشكل مبكر.

فأعراض التهاب هذا المفصل تكون بشكل ألم في النصف الثاني من الليل، وتنتقل من طرف لآخر، مترافقة مع تيبس أو الإحساس بتصلب في الظهر.

ويمكن الآن وبعد مرور عشر سنوات على الأعراض أن تظهر علامات التهاب المفصل بالصورة العادية، وهذا يكفي، ولا حاجة في كثير من الأحيان لإجراء طنين مغناطيسي للمفصل الحرقفي العجزي إلا إذا لم تكن التغيرات في الصور العادية كافية لوضع تشخيص.

وأما العلاج؛ فإنه يكون أولاً بالأدوية المسكنة، وهذه الأدوية أيضاً مضادة للالتهاب، ومن الأدوية التي يمكن تناولها: (Mobic 15 MG، Tilcotil 20MG،Celebrex 200MG)، وهذه الأدوية تأخذ أي واحد منها مرة واحدة في اليوم، أي حبة واحدة بعد الطعام. وخلال 48 ساعة يشعر معظم المرضى بالتحسن بالألم، ومتى تم التوقف عنه فإن الألم يعود بسرعة خلال 48 ساعة أيضا، وهذا من علامات تشخيص المرض وهو الاستجابة لمثل هذه الأدوية.

والأدوية الأكثر فاعلية في هذا المرض ويستجيب عليها الكثير من المرضى، ومنها humira، إلا أن هناك بعض المرضى الذين لا يستجيبون لهذه الأدوية، وقد يتم تغييرها، ومن هذه الأدوية Enbre وREmicade)، وهذه الأدوية تؤخذ بإشراف طبيب الروماتيزم.

وبالنسبة للأعراض الأخرى؛ فإنه قد يكون للاكتئاب دور فيها، والعامل النفسي في أعراض الجهاز الهضمي له دور كبير، والحمد لله أن الاستقصاءات التشخيصية التي أجريتها كانت طبيعية.

إن كنت تستطيع إرسال نسخة من الصور التي أجريتها؛ فيمكن مراجعتها، وهذا أيضا يساعد على وضع التشخيص، إلا أنه من الأعراض التي تشكو منها وطبيعة الأعراض وكونها في الليل وارتفاع مؤشر الالتهاب؛ كلها تشير إلى أن تشخيص التهاب المفصل الحرقفي العجزي هو ما تشكو منه.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً