الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تركني خطيبي فأصبت بالاكتئاب من كل شيء، أريد حلا.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
أشكركم على هذا المنتدى الرائع

عانيت قبل أربع سنوات من اكتئاب شديد بسبب أزمة عاطفية، حيث تركني خطيبي، راجعت طبيبة نفسية، فأعطتني حبوب السيروكسات، لكني تعبت من مضاعفاتها، مثل: النسيان الكثير والتشتت الذهني، فتوقفت عنها تدريجيا بعد استعمال دام سنة، علما أني قبل الأزمة كنت أعاني من ضيق متوسط إلى خفيف يصاحبه تشتت الذهن وعدم التركيز وعدم القدرة على الاندماج مع الصديقات والأقارب.

بعد الأزمة أتتني أفكار سوداء وضيق شديد لدرجة النحيب الشديد، حتى وصلت إلى مرحلة فقدان تقدير الذات، والخوف من الأمور الحياتية الطبيعية، مثل الدراسة والزواج، وكلما تقدم لي خاطب تأتيني نوبة خوف، وأفكار سوداء تجعلني أرفض المتقدم، وأخاف خوفا شديدا من المستقبل.

أريد عقارا يهدئ نفسي أثناء الخطبة، ويبعد عني التفكير السوداوي، أريد علاجا مؤقتا لوقت الخطبة، وهل إذا شفيت من الاكتئاب تذهب عني هذه الأفكار؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

نوعية الاكتئاب الذي عانيتِ منه فيما مضى ليس اكتئابًا بيولوجيًا حيويًا، هو اكتئاب ظرفي انفعالي، وهذا النوع من الاكتئاب لا يستجيب للعلاج الدوائي بصورة مطلوبة، لأن الموصِّلات العصبية في الدماغ ليست في حالة اضطراب شديد، إنما مجرد تغيرات بسيطة من خلال الصبر ورباطة الجأش والتوكل والنظر إلى الأمور بعقلانية، وممارسة الرياضة، والتمارين الاسترخائية، والنوم الليلي المبكر، يتم -إن شاء الله تعالى- تسوية هذا الأمر تدريجيًا، وهذا هو المطلوب في حالتك أكثر من الأدوية.

كوني الآن متفائلة، هذا الأمر قد انقضى، الحمدُ لله تعالى، وأنتِ الآن مُقدمة على خطبة جديدة، هذا شيءٍ يجب أن ينشرح له صدرك، ويجب أن تنظري للحياة بإيجابية، لا تأسَي على الماضي أبدًا، الماضي انتهى، وهي مجرد تجربة أكسبتك بعض المهارات في الحياة، حتى وإن كانت التجربة سلبية، فانظري إلى الأمر باستبصار، واستعيني بالصبر والصلاة، هذا مهم جدًّا لك.

أيضًا ركّزي على التمارين الاسترخائية، سوف تكون كافية جدًّا من وجهة نظري. إسلام ويب أعدَّتْ استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي لها وتُركزي عليها، وسوف تجدين منها فائدة كبيرة جدًّا.

كل المطلوب منك هو إيجابية التفكير والتفاؤل، واتباع ما ذكرته لك من إرشاد.

أما بالنسبة للعلاج: أعتقد أن أحد مضادات القلق البسيطة سيكون كافيًا جدًّا بالنسبة لك، عقار مثل (ديناكسيت) أو (فلوناكسول) هذه بجرعة حبة واحدة تتناولينها لمدة أسبوع، وبعد ذلك تتوقفين منها، هذا يكفي تمامًا، وليست في حاجة لأكثر من ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً