الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من سعال مزمن ولدي وسواس الإصابة بالسرطان، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أعاني منذ أربعة أشهر ماضية كنت أعاني من سعال مزمن، استمر لمدة شهرين، وقد شخص الطبيب حالتي على أنها حساسية صدرية، بسبب التعرض للغبار ومواد التنظيف، وتناولت العلاج وتحسنت لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ثم عاد السعال مع بلغم في شهر رمضان بشكل أخف، واستمر لمدة شهرين، فذهبت إلى طبيب آخر، شخص الحالة على أنها ارتجاع مريئي، وتحسنت كثيراً -والحمد لله-، ولكن بقي ألم في منتصف الصدر أشعر به عند الاستيقاظ من النوم، أو عند رفع ظهري، يأتي على فترات متقطعة، علماً بأنه قبل يومين جاءت موجة غبار فتعب صدري كثيراً، وعاد السعال مع البلغم مجدداً، مع الألم في صدري، فهل هذا الألم مرتبط بعضلات الصدر، أم بالمرئ، أم بسبب القلق الشديد؟

حالياً خف السعال كثيراً، كما أشعر بوخز متنقل في الجانب الأيسر، مرة تحت القفص الصدري، ومرة في البطن، يشتد عند القلق والتوتر، وكذلك تأتيني حموضة على فترات متقطعة، ولاحظت بأن لون لساني في بعض الأحيان تغطيه طبقة رقيقة بيضاء أو صفراء اللون، تذهب عند التنظيف، ولكن تعود مجدداً مما سبب لي القلق، كان وزني في الأربعة أشهر الماضية 70 كلغ، وبدأ بالتناقص إلى أن وصل 66 كلغ، والآن عاد إلى ما كان عليه ما بين 69-70 كلغ، فهل الوزن مرتبط بالحالة النفسية؟

علماً بأنني شخصية قلقة جداً، وأعاني من قلق شديد واكتئاب، واضطراب في النوم، ونوبات هلع ووسواس متعلق بالأمراض، ومعظم وقتي أقضيه في تصفح الإنترنت، والقراءة عن الأعراض التي أعاني منها، فيصيبني الخوف والقلق.

عندما أشغل نفسي وأنسى، تختفي أعراض الوخز في الجانب الأيسر، بالإضافة إلى الألم الصدري، مع العلم بأنني قمت باجراء ختبارين لتحليل الدم، الأول أظهر ارتفاع طفيف في كريات الدم البيضاء، فأخبرني الطبيب بأنه بسبب الحساسية، ثم قمت بإجراء التحليل مرة أخرى بعد شهر، ووجدت بأن المعدل طبيعي، وأجريت أشعة للصدر مرتين، أظهرت وجود حساسية، ولكن لا أستطيع الاقتناع بأن الأمر مجرد حساسية أو ارتجاع مريئي، فأنا خائفة من أن تكون أعراض سرطان الرئة، أو الدم، أو البنكرياس أو السل.

عذراً على الإطالة، فأنا على هذا الحال منذ خمسة أشهر، والجامعة على الأبواب، وأخاف من إهمال دراستي بسبب التفكير في وضعي الصحي.

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

من الواضح أن السبب الرئيسي في كل ما تعانين منه هو مرض الوسواس القهري، والخوف المرضي من الأمراض المزمنة، مثل: السرطان والسل، وهذه الأفكار المتكررة، وعدم قدرتك على مقاومتها هي السبب الرئيسي في معاناتك، وقد كان لك تجربة في تناول حبوب سبراليكس، وهو دواء جيد يعالج حالات التوتر والقلق والرهاب والهلع، ومن المفيد دراسة حالات الرهاب والخوف المرضي، والإطلاع على طرق العلاج منها بدلا من القراءة عن السرطان والسل، وتطبيق ما يتم قراءته على نفسك.

ومن المهم للتخلص من السعال والارتجاع المريئي، عن طريق فحص البراز للبحث عن جرثومة المعدة H-Pylori، لأنها السبب الرئيسي في الحموضة، وارتجاع المرئ، مما يؤدي إلى الشرقة والسعال خصوصا في الساعات المبكرة من الصباح، وفي حال وجود الجرثومة، فلها علاج معروف مكون من ثلاث أدوية معروفة بالعلاج الثلاثي، وله بديل مكون من دواء واحد يحتوي على الثلاث أدوية معا، وهو علاج معروف لدى الأطباء والسعال المرتبط بالغبار والأتربة، قد يكون مرتبط ببعض الحساسية في الصدر، خصوصا إذا صاحب ذلك صوت تصفير في الصدر، أما وجود بعض السعال فقد يرجع إلى نزلات البرد، والارتجاع المريئي.

ونقص الوزن وزيادته مرتبط بكمية الطعام الذي تتناولينه، فعند الإصابة بوعكة صحية تقل الشهية، وتقل تناول الطعام، ولا يتم تناول الاحتياج اليومي من السعرات الحرارية، فيميل الجسم إلى فقدان الوزن، وعند تحسن الحالة المزاجية يزداد الوزن، مع زيادة تناول الطعام، وهذا أمر فسيولوجي، وليس له علاقة بالأمراض، حيث أن الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السل، تؤدي إلى فقدان الوزن، وفقدان الشهية والتعرق الليلي، وارتفاع درجة الحرارة، وعند تصوير الرئتين يظهر ذلك واضحا في الأشعة، مع وجود جرثومة السل في البلغم.

ولذلك من المهم فهم أن هذه الأمراض ليس سرا مخفيا، بل لها أعراض واضحة، فمثلا عند الإصابة بسرطان الدم، ترتفع كرات الدم البيضاء إلى أرقام تصل من 30000 إلى 100000، وليس 12000 إلى 17000، وهي الأرقام المرتبطة بالالتهاب البكتيري الذي تزيد معه نسبة كرات الدم البيضاء neutrophils، أو كرات الدم البيضاء lymphocytes عند الإصابة بفيروسات البرد، أو الأمراض الفيروسية البسيطة.

ولذلك يجب أن تكوني واقعية عند التفكير في الأمراض، فلا يوجد أثر دون مسير، ولا يوجد بعر دون بعير، كما قال الأعرابي قديما للدلالة على وجود الله: (إن البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج، ألا تدل على العليم الخبير)؟ بمعنى إذا وجدت بعر الإبل في الطريق، فاعلم ان جملا قد سار من هذا الطريق، وإذا وجدت خطوات إنسان في صحراء، فاعلم أن رجلا قد سار من هذا الطريق، وإذا لم تجد لا هذا ولا ذاك، فاعلم أنه لا جمل سار، ولا رجل خطى في هذا المكان أو ذاك، هكذا علمتنا الفطرة السليمة في البحث والتحري عن الأدلة التي تثبت وجود أمرا ما أو تنفيه، والسرطان مرض ملموس وليس محسوس، ووجود سرطان -كما قلنا-، يساوي كتلة من الأنسجة، تكبر وتحتل المكان الموجودة فيه، وتبطل وظيفته أو تسيطر على إنتاج الدم، لتنتج كرات دم غير منتجة، وغير فعالة، وبكميات كبيرة تزاحم الكرات الطبيعية، كما في حالة سرطان الدم، وتمنعها بالتالي من أداء وظيفتها، وبغير ذلك فلا قلق ولا خوف ولا سرطان.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً