الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الدوخة عند الاستلقاء وارتفاع الضغط.. فما الأسباب والعلاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بعمر 25 سنة، ووزني 90 كجم، وطولي 175 سم، بدأت معاناتي منذ سنتين، حينما استيقظت من النوم شعرت بالدوخة أثناء الجلوس من النوم، لم أعط الأمر انتباها، وبعد يومين تكررت الحالة عند الاستلقاء على ظهري، شعرت بدوخة شديدة وكأن العالم يدور من حولي.

ذهبت إلى المستشفى، وتم قياس الضغط، علماً بأنني لم أكن أعاني من الضغط ذلك الوقت، كان الضغط 90/140، ولم يصف الدكتور أي شيء وقال: (أذهب للبيت وأرتاح)، عدت إلى البيت، وعند الاستلقاء أتت الدوخة مرة أخرى، أشعر بالخوف والقلق لدرجة الرغبة في البكاء، وبعد عدة أيام تحسنت حالتي، وبعد شهر من الحالة الأولى استيقظت من نومي وذهبت للعمل، وعندما عدت أحسست بالتعب في كل جسمي، وعاودتني الدوخة عند الاستلقاء، وبدأت مشاعر الخوف والقلق تنتابني من جديد.

ذهبت لدكتور الباطنية وأخبرته عن حالتي، فوضعني تحت الملاحظة لمدة 24 ساعة، وأجرى لي التحاليل اللازمة ولم يتبين أي شيء، ولا توجد أي جلطات، علما أنني أجريت التحاليل الشاملة، وكان الضغط مرتفعا بنسبة 85/140، وأعطاني علاجا للضغط لا أذكر اسمه، تناولته بنسبة 2.5، واستخدمته لمدة شهر ثم توقفت.

استقرت الحالة عدة أشهر، وفي ليلة ما تعبت بشكل مفاجئ وذهبت إلى المستشفى، وكان الضغط 100/150، فصرف لي علاج ديوفان 80، حبة في الصباح، بعدها أحسست بتعب شديد في جسمي، ولم أستطع الحركة، بعد يومين ذهبت إلى دكتور آخر وأجرى التحاليل وأخبرني أن فيتامين (د) نسبته 25، تناولت الأدوية لتقوية فيتامين (د) لمدة شهرين، ولم أعاود الطبيب مرة أخرى.

بعد شهرين تعبت من جديد وذهبت إلى دكتور جديد وأخبرته بكل ما أعاني، وكان قياس الضغط 90/139، وصرف دواء أمفاسك 10، شعرت بالراحة بعد تناول الدواء وفي رمضان أثناء الصيام، حينما عدت إلى البيت في الساعة الثالثة عصرا واستلقيت على ظهري كانت الأوضاع طبيعية جداً، وحينما تحولت إلى جانبي الأيسر شعرت بالدوخة، ولم أذهب للطبيب، واليوم وأثناء حديثي مع العائلة شعرت بالدوخة لعدة ثوان بعد الاستلقاء على ظهري، وبدأت مشاعر الخوف تراودني من جديد مع القلق والاكتئاب، عاودت الاستلقاء بعد خمس دقائق دون دوخة، علما أنني إلى اليوم أستخدم علاج أمفاسك 10.

أرجو النظر في حالتي، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من النادر أن يرتفع ضغط الدم عند الشباب في العشرينات من العمر إلا في وجود أسباب ثانوية، مثل: ضيق شرايين الكلى، والارتفاع في الضغط في الغالب راجع لحالة القلق والخوف عند زيارة الأطباء، وعند قياس الضغط في المركز الطبي أو العيادات أو المستشفيات، وتسمى تلك الحالة ب White coat hypertension، أو ارتفاع الضغط بسبب رؤية البالطو الأبيض، وذلك كناية عن تواجد المريض داخل المستشفيات والعيادات الطبية، مما يساعد ذلك على زيادة إفراز هرمون الخوف المسمى أدرينالين، والذي يؤدي إلى ارتفاع الضغط قليلا وبصفة مؤقته.

قياس الضغط بالجهاز الزئبقي هو الأدق، وقياسه في المنزل بمعرفة ممرض أو طبيب صديق هو الأصح، ويمكنك اقتناء جهاز رقمي لقياس الضغط والتدرب على قياسه بنفسك، وقياسه صباحا قبل تناول الشاي والقهوة وقبل التدخين إذا كنت مدخنا هو الوقت المناسب، مع تسجيل القراءات في سجل خاص، ولا مانع من التوقف عن تناول حبوب الضغط في مرحلة القياس تلك، وعرض نتيجة القراءات على الطبيب المعالج، مع ضرورة العمل على تغيير نمط حياتك من خلال الإقلال من الملح، وتجنب المخللات، وإنقاص الوزن، ومنع التدخين في حالة التدخين، وممارسة الرياضة بشكل يومي ومنتظم، والبعد عن التوتر والانفعال، وتحليل نسبة الكوليستيرول والدهون الثلاثية، وعمل حمية غذائية في حالة ارتفاعهما، والإقلال من الدهون في الطعام .

من المهم تناول مقويات الدم، وتناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية بجرعة 50000 وحدة دولية لمدة 2 إلى 4 شهور، والتعود على شرب الحليب ومنتجات الألبان، وضرورة ممارسة الرياضة لزيادة اللياقة البدنية، مع ضرورة المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد، وذلك من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، خصوصا المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن، ويجنبك الإصابة بكثير من الأمراض.

الدوخة مع الدوار لها علاقة بالأذن الداخلية بسبب حركة غير عادية في سوائل جهاز الاتزان، ولكن قد يؤدي تراكم الشمع في الأذن الخارجية إلى ذلك الشعور بالدوخة وضعف السمع، ولذلك يجب فحص الأذن الخارجية، وإزالة الشمع في حال وجوده.

لعلاج الدوخة مهما كان السبب، يمكنك تناول حبوب بيتاسيرك betaserc 16 mg ثلاث مرات يوميا، لمدة 3 شهور، ثم تؤخذ مرتين او عند الضرورة، بالإضافة إلى تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية بجرعة 50000 وحدة دولية، لمدة 16 أسبوعا، مع الحرص على تناول الحليب ومنتجات الألبان للحصول على الاحتياج اليومي من الكالسيوم، مع تناول Stugeron 25 قرص ثلاث مرات يوميا لمدة شهر، مع إمكانية تناول مقويات الدم مثل: رويال جلي، واوميجا3، كبسولة من كل نوع لمدة شهرين، وسوف يمن الله عليك بالشفاء.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً