الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرضت لحادث قديم ففقدت طعم الحياة بسبب القلق والوسواس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الموقع الرائع الذي وصلت له بعد جهد كبير، وجزاكم الله خيراً على مساعدة الآخرين.

أنا فتاة اسمي حنين، عمري 19 سنة، أعاني من القولون الهضمي، وكنت أتعالج بالرقية الشرعية لأسباب شخصية، قبل شهر رمضان عام 1436هـ، انتابتني حالة لا أعرفها، فأصبحت كثيرة الوسوسة، ولا أستمتع بحياتي وهواياتي مطلقاً كما كنت في السابق، وكأنني أرى العالم غريباً، فمثلاً: عندما أمشي على قدمي، أشعر وكأنني لا أمشي عليها، ولا أرى كل ما هو حولي، وأقلق كثيراً إذا تحدث لي أحد الأشخاص، وأقول في نفسي: هل سأموت؟ أو عندما يقول لي أحد بأن نتقابل الأحد المقبل أقول: سيحدث لي شيء، وسأموت.

تعرضت لحادث قديم، فأصابني القلق والوسواس بشكل كبير، وأصبحت أخاف من السفر والطريق، والسيارات وأصواتها بشكل عام، وأختنق، وأشعر بتسارع نبضات قلبي، وأخاف من أي شيء، ولا أستطيع النوم أحياناً، حاولت عمل تمارين الاسترخاء، واستمعت لبرامج أطباء الطب النفسي، ولكن دون جدوى.

أشعر أحياناً بأن الطعام يقف في حلقي، ولا أستطيع التنفس، وأشعر بالخوف والوسواس والقلق إن أصابني أي ألم خفيف، أحيانا أتجاهل هذه الأفكار، وأتمنى أن أعود لحياتي السابقة، ولا أعلم هل هذا مرض أم ماذا؟

أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ haneen حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على انطباعك الإيجابي نحو هذا الموقع، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا.

اطلعت على رسالتك، والذي استنتجته أنك الحمد لله بخير، وكل الذي بك هو نوع من قلق المخاوف ذو الطابع الوسواسي، وهو من الدرجة البسيطة، هذه الحالات تكثر في زماننا هذا، وخير وسيلة للتغلب عليها -أيتها الفاضلة الكريمة- هو أن تتدرَّبي تدريبًا جيدًا لتمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة جدًّا، هذا الشعور بالضيقة والشعور بالتوتر لا يزول أبدًا إلا من خلال الاسترخاء العضلي.

أنتِ ذكرتِ، أنك تقومين بهذه التمارين، لكنني أريدك أن تكوني أكثر حرصًا عليها وتؤدِّيها بجودة عالية، وأفضِّل أن تُدرِّبك الأخصائية النفسية عليها، والتمارين الاسترخائية تعتبر علاجًا ضروريًا وهامًّا لهذه الحالة، -أي في حالتك-، والذي يُطبق الاسترخاء بصورة فاعلة وناجعة، غالبًا ما يأتيه نوم مريح جدًّا بعد هذه الجلسات.

الأمر الثاني هو: أن تصرفي انتباهك عن الأعراض، وصرف الانتباه لا يتأتَّى إلا إذا شغل الإنسان نفسه بما هو مفيد، أنت -الحمد لله تعالى- في عمرٍ طيبٍ وجميلٍ، وفي بدايات سِنِّ الشباب، وهنا لديك طاقات عظيمة حباك الله تعالى بها، طاقاتٍ نفسيةٍ وجسديةٍ وهرمونية، لا بد أن تستفيدي منها، والفائدة منها تكون من خلال: التركيز على حُسن استغلال الوقت، وأن تكون لك عدة أنشطة، أنشطة حياتية مختلفة، والحرص على الدراسة، الإكثار من القراءة والاطلاع، والذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن، أن تكوني شُعلة مُتقدة داخل البيت، تهتمِّين بوالديك وبشؤون المنزل، وهكذا، والخروج من القلق والوهن النفسي يكون من خلال هذه الأنشطة الحياتية، هذا أنصحك به، وأعتبره أمرًا ضروريًا جدًّا في حياتك.

ودائمًا اجلبي لنفسك أفكارًا إيجابية، تأمَّلي في شيءٍ جميل حول المستقبل، واستبدال الفكر السلبي بفكرٍ إيجابي مهم، الوسوسة تنتهي من خلال تحقيرها، وهذه المفاهيم التي تشغلك مثل مفهوم أنك لا تستمتعين بحياتك مطلقًا، هذه مفاهيم خاطئة، الحياة طيبة وجميلة، ولكنَّها في بعض الأحيان تتطلب شيئًا من المكابدة، وشيئا من الاكتئاب، حتى يستمتع الإنسان بها.

كوني على هذا الجانب من الحياة، أنتِ لست مريضة، هذه مجرد ظاهرة وقتية عارضة -إن شاء الله تعالى-، ومن خلال جهدك النفسي والديني والأسري، تستطيعين أن تتخطي هذه المرحلة -بإذن الله تعالى-.

القولون العصبي هو انعكاس للقلق المرتبط بشخصيتك، وقطعًا تمارين الاسترخاء ستكون وسيلة علاجية ممتازة جدًّا، أنتِ لست في حاجة لعلاج دوائي.

بارك الله فيك وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً