الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أكره المدرسة وأخاف منها، فهل هذا مرض نفسي؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 16 عاما، منذ العام الماضي بدأ علي شيء من الحزن والضيق، والخوف، والبكاء الشديد جدا والمستمر بدون أسباب، وأكره المدرسة بشدة، تغيبت عن الحضور تقريبا شهرا كاملا، عندما أتغيب عن المدرسة أشعر براحة، ودائما لا أستطيع النوم، وأشعر بخوف وتسارع بنبضات قلبي، وقرأت عن أشخاص يشابهون حالتي ووصفوهم الأطباء بالاكتئاب، حتى عندما تأتي والدتي لإيقاظي من النوم أستيقظ وأنا خائفة وقلقة، ولدي تسارع شديد بالنبضات، دائما لا أستطيع النوم، وأسهر لساعات طويلة، وأحيانا أنغمس في النوم لمدة 13 ساعة، اشتريت دواء بروزاك وأنا خائفة من استعماله، أرجو منكم إيجاد حل لمشكلتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خلود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابنتي العزيزة: ما زلت صغيرة السن، في سن 16 عام، وما ذكرتِه في استشارتك هو مزيج من أعراض القلق والاكتئاب، وبالنظر إلى هذه الأعراض بتمعُّنٍ فقد تكون لها علاقة بالمدرسة، لأنك ذكرتِ أنك تكرهين المدرسة، وارتحتِ عندما تغيبت عنها لمدة شهرٍ كامل، فأحيانًا هناك حالة تُسمى رهاب أو فوبيا المدرسة، تأتي في شكل أعراض قلق وتوتر، تكون دائمًا قبل الذهاب إلى المدرسة، في الليل أو في الصباح الباكر، وعندما لا يذهب الشخص المدرسة يشعر براحة تامة وتختفي كل هذه الأشياء، ولكن أحيانًا أيضًا أعراض الاكتئاب النفسي عند الصِّغار قد تكون في عدم راحة في المدرسة، وضيقٍ من الوجود في المدرسة، وهنا تكون الراحة هذه بزوال الضغوطات التي تأتي من الدراسة، وليس رهاب الدراسة.

على أي حال: البروزاك طبعًا مفيد جدَّا لعلاج الرهاب عند الأطفال والمراهقين، ولكن بالنسبة لي الصورة غير واضحة تمامًا، هل هذا اكتئاب فقط أم هناك شيء آخر؟ لذلك أرى أن تذهبي وتقابلي طبيبًا نفسيًا لكي يقوم بعمل دراسة متكاملة لحالتك، وتشخيصك التشخيص المناسب، ومن ثمَّ يقوم بتوجيهك إلى استعمال البروزاك – إذا كان هناك حاجة له – وأيضًا سوف يقوم بمتابعتك وتحديد إلى متى تستمرين في البروزاك وما هي الجرعة المناسبة؟

لا تتناولي البروزاك بنفسك، قومي بمقابلة طبيب نفسي، وسوف يقوم الطبيب بتحديد العلاج المناسب سواء كان البروزاك أم علاجات دوائية نفسية أخرى.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً