الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاملة أهل زوجي سببت لي الرعشة فكيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، أبلغ من العمر 25 سنة، متزوجة، عندما كنت بنتا كانت والدتي -سامحها الله- معاملتها سيئة معي تضربني وتهينني أمام الناس، مع العلم أنها تعامل أختي الكبرى بكل حب، فكنت أدعو الله أن يرزقني الزوج الصالح دائما -ولله الحمد- تزوجت وعمري 21 سنة، وكان عندي أمل أن أغير فكرة المجتمع عن أهل الزوج بأنهم أشرار وتكون من تكبير المجتمع، ولكن للأسف أهل زوجي أثبتوا لي أن المجتمع على حق، والله العظيم إنني إنسانة في حالي، ولا يأتيهم مني إلا كل خير، ولكني تزوجت الابن البار المحبوب، يعني أمه تغار مني ودائما يقولون لي: إن أخته الكبرى تغار مني أيضا وهذا الواضح لي.

الآن أصبحت أعاني من رعشة في يدي، وتبين في نبرات صوتي أحيانا عند دخولي لأي نقاش أو حتى عندما يكلمونني في الهاتف، وعندما أسمع أصواتهم تأتيني هذه الرعشة وأنا خائفة أنها تلازمني وتصبح حالة عصابية، أرجو منكم نصيحتي في التخلص من هذا الشيء السيء.

جزاكم الله كل خير، ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Na حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخلافات العائلية لا يسلم منها بيت، ولكن الإشكال في تضخيمها وعدم حلها أولا بأول حتى تتراكم وتتعقد وتؤثر على أهل البيت جميعا، وما ذكرته عن أهل زوجك يمكن معالجته بالحوار الهادئ معهم، والتعامل الحسن منك، والصبر على أخطائهم وعدم ردها بمثلها، ولا شك أن هذا صعب على النفس البشرية لكن بالتدرب والاستعداد النفسي لذلك يمكن تنفيذه وستجدين أثر ذلك عليهم قريبا بإذن الله، لأن الخلق الحسن والتعامل الحسن مع من يسيء إليك يؤثر فيه كما قال سبحانه: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم).

ولعل ما يصيبك من رعشة أثر من أثار التوجس النفسي من أذية الأهل، وعلاجه توطين النفس على عدم التأثر والخوف مما يصلها منهم، وتدريبها على مقابلة الإساءة بالإحسان والصبر، وإن شاء الله يذهب ذلك منك شيئا فشيئا.

وعليك بالذكر والتسبيح كلما شعرت بشيء من ذلك، فإن لذكر الله أثر عظيم على النفس وهدؤها واستقرارها.

ولتخفيف الغيرة منهن نحوك خففي من اللقاء بهن إلا للحاجة ولتكن الزيارات رسمية، وتصرفك مع زوجك أمامهم يكون معقولا وهادئا، وتبادلي معهم الهدايا وكوني أنت السباقة إلى ذلك حتى تنمو المحبة والاحترام بينكم.

أسأل الله أن يصلح الحال ويوفقكم لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً