الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب وأريد تناول الزيروكسات..فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم من قلبي لما تقدمونه لنا من خدمة عظيمة.

أنا شاب أعاني من الرهاب الاجتماعي، وأخاف كثيراً من مواجهة الآخرين، أو من التجمعات، قررت العلاج النفسي من مواجهة المخاوف، وأريد أخذ علاج دوائي وهو الزيروكسات CR، لأنني سمعت عن فوائده، فما الجرعة المناسبة التي يجب أن أتناولها؟ وكم مدة العلاج المطلوبة؟ ومتى أترك الدواء؟ وما هي الأضرار الجانبية التي تنتج عن هذا الدواء؟ وهل له أضرار جانبية على المدى البعيد قد تؤثر علي مستقبلاً، فقد سمعت أنه يسبب حموضة في البطن، وعسراً في الهضم؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً، وسدد خطاكم.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الأخ الكريم: نعم الزيروكسات مفيد في علاج الرهاب الاجتماعي، والجرعة المناسبة تعتمد على الاستجابة، هناك تفاوت بين الناس في الاستجابة للزيروكسات، وعادة نبدأ بنصف حبة، نصف حبة بعد الأكل وقبل النوم، ولماذا بعد الأكل؟ لتقليل الآثار الجانبية التي ذكرتها مثل عُسر الهضم والحموضة الزائدة في البطن، وأيضًا البداية دائمًا تكون صغيرة لتقليل الآثار الجانبية، والآثار الجانبية عادةً تكون في الأسبوعين الأولين.

فإذًا نبدأ بنصف حبة لمدة عشرة أيام، ثم نرفعها إلى حبة كاملة (خمسة وعشرين مليجرامًا)، وبعد ذلك استمر عليها، وعادةً يبدأ المفعول بعد أسبوعين، ولكن يأتي بنتائج مباشرة وإيجابية بعد مرور شهرٍ ونصفٍ أو شهرين، فيجب الانتظار حتى ذلك الوقت، ونرى ما هي الأعراض التي اختفت، فإن كان هناك تحسُّن ملحوظ فبعد ذلك تستمر على الدواء لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، ويستحسن أن تكون ستة أشهر.

أما إن كان هناك تحسُّن جزئي خلال الشهرين فيمكن زيادة الجرعة إلى 37.5 مليجرام، ثم بعد أسبوعين آخرين ترفع إلى خمسين مليجرامًا -أي حبتين-، وهذا يُتوقف -كما قلت- على الاستجابة للدواء، والأعراض الجانبية التي ذكرناها عادةً تكون في الأسبوعين الأولين، وتختفي بعد ذلك، فإذا بدأنا بجرعة صغيرة، وتناولنا الدواء بعد الأكل، فإنه يساعد في معالجة هذه الآثار الجانبية.

الشيء الآخر: بعد الاستمرار في الدواء لفترة ستة أشهر، يجب التوقف عنه بالتدرج، ولا تتوقف عنه فجأة، وأنسب طريقة للتدرُّج هي أن نسحب ربع الجرعة كل أسبوع، أي يتطلب التوقف من الدواء حوالي أربعة أسابيع أو شهراً كاملاً، وإذا عملنا بهذه النصيحة فإننا نقلل من الأعراض الإنسحابية التي عادة تحدث عندما نتوقف من الدواء فجأة، ولا آثار جانبية بعيدة المدى بعد ذلك تحدث للإنسان من تناول الزيروكسات.

قبل أن أختم ردي على هذه الاستشارة أضيف نصيحة مهمة، وهي مع تناول العلاج الدوائي للرهاب الاجتماعي لا بد من علاج نفسي؛ لأن الجمع بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي أفضل من العلاج الدوائي لوحده، والعلاج النفسي هو ما يُسمى بالعلاج السلوكي المعرفي، ويكون عادةً بالمواجهة المتدرجة والمنضبطة للمواقف الاجتماعية، وهذا يُساعد كثيرًا في تقليل القلق والتوتر الذي يُصاحب هذه المواجهات الاجتماعية، فالزيروكسات مع العلاج السلوكي المعرفي -ويفضل أن يكون تحت إشراف معالج نفسي متمرِّس- هو الأفضل لحالتك.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً