الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذكي ومتفوق في دراستي وأفتقد الطلاقة في الكلام!

السؤال

أنا شاب متفوق في دراستي، وكنت ضمن الأوائل، ذكي جداً، لدي أفكار ممتازة وخاصة في مجال عملي، ولكن لا أستطيع التعبير عنها! ليس لدي الطلاقة في الكلام؛ فعندما أحدث أي شخص، لا أستطيع تجميع الكلام، ولا أجد أي لفظ أقوله؛ فأنسحب من أي حديث؛ فأرتبك بسرعة، وصدري يضيق في الحال! فالكلام يخرج وبه رعشة وتقطع!

مع ملاحظة أن هذا الوضع لا يكون على طول، فأحياناً أتحدث عادياً وبطلاقة! لكن في أوقات قليلة جداً يحدث ذلك.

أريد أن أتكلم مثل باقي الناس -هذا الموضوع يزعجني جداً-، وأريد علاجاً مهما يكون سعره.

ذهبت لدكتور نفساني، وشرحت له ذلك، فظن أن ذلك خوف، فكتب لي علاج زناكس، وبروثادين، وإندرال 10مم؛ فخف الوضع قليلاً، ولكن سرعان ما رجع الوضع كما هو عليه!

قد عرف عني القلق والارتباك في أي شيء، أتنازل عن حقوقي دائماً لخشية المواجهة والحديث!

وشكراً!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لا شك أن هذه أعراض رهاب اجتماعي، مع اهتزاز في الثقة بالشخصية والذات.

العلاج الأجدر والأفضل هو دائماً المواجهة، ويمكن أن تبدأ بأن تخاطب نفسك وأنت لوحدك، وتتخيل أنك في مواجهة الآخرين، ولا بأس بأن تقوم بتسجيل بعض الخطب أو الكلام، وتتخيل أنك تخاطب أناساً آخرين، ثم تقوم بالاستماع إليها، وستجد أن أدائك أفضل مما تتصور، وهذا في حد ذاته يمثّل ركيزة علاجية كبرى .

الشيء الآخر: يجب أن تسعى للرفع من مهاراتك الاجتماعية، بمعنى أنك حين تخاطب أو تتحدث إلى شخص يجب أن تنظر إليه في وجهه وعينيه، وأن لا تتجنب ذلك، مع التقليل من استعمال اللغة الجسدية غير التخاطبية، كاستعمال اليدين مثلاً .

هنالك أدوية كثيرة تساعد كثيراً، منها علاج يعرف باسم زيروكسات، أو سبراليكس، ولكنها بكل أسف ربما تكون باهظة التكاليف بعض الشيء.

لذا أود أن أنصح لك أحد الأدوية القديمة بعض الشيء، ولكنه والحمد لله فعال، وقليل التكلفة، ولكن ربما يسبب لك بعض الشعور بالجفاف في الفم في الأيام الأولى، وهذا الدواء يعرف باسم تُفرانيل، وتبدأ بجرعة 25 مليجرام ليلاً، ترفعها إلى 50 مليجرام بعد أسبوعين، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى 25 مليجرام لمدة ثلاثة أشهر أخرى.

لا أنصح كثيراً باستعمال الزاناكس؛ حيث إنه مُفيد ولكن ربما يسبب بعض الإدمان والتعود.

بجانب العلاجات السلوكية التي ذكرتها لك في بداية الإجابة، أرجو أيضاً أن تكون حريصاً على ممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء، وكذلك التواصل الاجتماعي؛ فهذه الأمور سوف تفيدك كثيراً بإذن الله.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً