الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهلي رفضوا الخاطب بسبب المستوى العلمي والاجتماعي...ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 35 سنة، تقدم شاب لخطبتي منذ عامين، وتمت الخطبة رسمياً منذ أشهر، وقد وافق أهلي على مضض في بداية الأمر، ولكن هذا القبول تبدل إلى شبه رفض بعد ذلك؛ نظراً لأنه أقل مني علميًا واجتماعياً، فهو لم يحصل على مؤهل عال، ومن أسرة فقيرة، إلى جانب أنه لم يستطع تقديم شبكة ومهر مناسب، كما كان ينتظر أهلي.

هو من أسرة طيبة، فوالده وإخوانه من حفظة القرآن الكريم، ومن أهل المساجد، وهو ملتزم بصلاته، ولم أر شيئًا ينفرني منه، إلا أن موقف أهلي قد ترك أثراً في قراري.

بعض الأحيان أشعر بالرفض والخوف، خاصة أنه يسكن في مدينة بعيدة عن مدينتنا، فهو من أهل الجنوب، وأنا من الشمال من مصر، ولم أتعود سابقاً الابتعاد عن أهلي، ولا يملك وظيفة ثايتة، فهو يعمل بأحد المطاعم.

لجأت إلى الاستخارة أكثر من مرة، فشعرت بالارتياح بعدها وقبول الأمر، ثم عدت إلى القلق والخوف مرة أخرى؛ مما أدخلني في حالة نفسية سيئة، خاصة مع عدم وجود مشجع ومعين من أهلي.

بره بأمه وأهله، وعونه للمحتاج، يجعلني أتمسك به، وتحليه بالكثير من الصفات الحسنة، ولا يوجد إنسان خال من العيوب، فهو مدخن، وقد وعدني بترك التدخين، كما أنه طموح يتطلع إلى تغيير حياته للأفضل، وقد لمست تغييراً في شخصه بعد ارتباطه بي.

لجأت إليكم، لعل الله يجعلكم عوناً لي للتخلص من القلق، وإرشادي إلى القرار الصحيح لتهدأ نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله أن ييسر أمرك، وأما الجواب عما تقدم في طلب الاستشارة، فيمكن عبر الآتي:

- بما أن هذا الخاطب يمتاز بالتدين وحسن الخلق، وكونك استخرت الله واطمأنت نفسك للاقتران به، فالذي ننصح به أن تكثري من الدعاء لله تعالى أن ييسر لك ما تتمنين، كما أن عليك لزوم الاستغفار، والإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله.

- وأما مسألة إقناع أهلك بقبول هذا الخاطب، فأرجو أن تسلكي مسلك الرفق واللين والحوار الهادئ معهم، حتى يقتنعوا به، وابدئي بإقناع الأكثر تفهما لرأيك، ولا بأس من الاستعانة ببعض الأقارب لإقناع الوالدين، ونأمل الصبر وعدم الاستعجال، وإذا فعلت ما ذكرت لك أعلاه، فلن تشعري بالقلق والضيق -بإذن الله تعالى-.

- أخيرًا، ينبغي أن تعلمي أن كل حياتنا، ومنها أمور الزواج، تكون بقضاء الله وقدره، فنأمل أن توطني نفسك على الرضا بقضاء الله إذا لم يقبل أهلك بهذا الخاطب، أو أن الزواج لم يتم، فاصبري، ولعل في ذلك خيرا، وسيأتي من هو خير لك منه -بإذن الله تعالى-، فإذا رضيت بما يقدر الله، فهنا سيزول قلقك واضطرابك.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً