السلام عليكم.

عمري 20 سنة، وأعاني من الأرق منذ فترة، حيث أتقلب على الفراش ساعة، ونومي متقطع، إذا صحوت من النوم أتثاءب ولا أستطيع النوم، وأشعر بأن جسمي متكسر، ولا أستطيع النوم إلا بعد إسنادي لقدمي على الحائط، أو أن أطلب من أحده أن يعمل لي مساجا.

مع العلم أن الأرق يزول لفترة شهر تقريبا ثم يرجع، على الرغم من أني توقفت عن شرب الشاي والقهوة والمنبهات مساء، ولا أعاني من أمراض نفسية ولله الحمد.

تمنى أن أنام نوما عميقا كما كنت في السابق، فهل هناك دواء يعالج الأرق نهائيا ولا يسبب الإدمان ولا التعود، ويكون متوفرا بالسعودية؟

وجزاك الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الابن العزيز: لابد من أسباب لهذا الأرق، لأن الشيء الطبيعي -خاصة في مثل سِنّك- أن ينام الإنسان نومًا طبيعيًا، وعلى الأقل ثمان ساعات كل ليلة.

وجود أرق أو صعوبة في النوم يعني أن هناك شيئًا ما، لا أدري، هل تمر بأي مشاكل حياتية في الدراسة أو في المحيط العائلي أو في المحيط الاجتماعي سبب لك هذا الأرق!

الحمد لله -كما ذكرتَ- أنك بدأتَ معالجة مشكلة الأرق، أو ما يعرف عندنا في الطب النفسي (صحة النوم)، ومن هذه الأشياء -كما ذكرت- تجنب المنبِّهات، مثل الشاي والقهوة، ولتكن آخر كأس للشاي أو القهوة في الساعة الخامسة ليلاً.

الشيء الآخر: يجب أن تُحدد ساعة مُحددة في الليل تنام وقتها، أطفأ الأنوار جيدًا، أطفأ الأنوار كلها، ولتكن تهوية الغرفة معتدلة، أي لا تكون باردة ولا تكون درجة الحرارة مرتفعة بعض الشيء، حاول ألا تحمل هموم اليوم إلى الفراش، وإذا لم تستطع النوم خلال نصف ساعة انهض من السرير ولا تتقلب في الفراش، واعمل شيئًا آخر، استمع إلى برنامج في التلفزيون، أو اقرأ كتابا أو رواية حتى يأتيك النعاس مرة أخرى وتنام.

الشيء الآخر: تجنب النوم في النهار، أحيانًا عندما نسهر بالليل ونذهب في الصباح إلى الدراسة والعمل ننام في الظهيرة، وهذا بدوره يؤدي إلى عدم النوم ليلاً، حتى إذا لم تنم جيدًا في الليل تجنب النوم في النهار، وكما ذكرتُ لك إذا كانت هناك مشاكل في حياتك حاول حلَّها أو التغلب عليها.

وفي نهاية الأمر إذا لم تُجد كل هذه الطرق إلى أن تجعل النوم طبيعيًا، فيمكنك تناول حبوب ما يُعرف بـ (ميرتازبين) واسمه التجاري (ريمارون)، وهذا الدواء موجود في السعودية، ويأتي في شكل عبوة 15 مليجرام، حبوب، تناول نصف حبة ليلاً لفترة من الوقت -لشهرٍ مثلاً- يوميًا حتى ينتظم النوم، وبعد ذلك يمكن سحبها، هي لا تُسبب الإدمان، ولكن بعض الناس يشكون من فتور وتعب في اليوم التالي -خاصة في الأيام الأولى- ولكنها لا تُسبب الإدمان، ويمكن التوقف عن تناولها دون توقف تدريجي.

وفقك الله -يا بُنيَّ- وسدد خطاك.