الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يبتعد عني كلما نصحته بعدم سماع الأغاني.. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة متدينة -ولله الحمد- المشكلة الأولى في زوجي، كان لا يصلي إلا نادراً، ويتظاهر أمامي بالصلاة، ولكن لا أعلم هل يصلي خارج المنزل أم لا؟ حاولت نصحه، وكان يصلي الفرض ويترك السنن، ويجمع الصلوات، وكان يصلي بعضها ويترك بعضها الآخر -والحمد الله- انتظم في الصلاة في البيت، ولكن خارج البيت لا أعلم.

أنعم الله علينا بالحج هذا العام، ولقد وعدني، وعد الله بعدم معصيته، ولكن صدمت بعد الحج بشهر أنه قد رجع مثل ما كان في السابق, كان يخبرني أنه لا يسمع الأغاني، ويبغض من يسمعها، لكنني وجد الأغاني عنده في السيارة، وصعقت من ذلك، وعندما واجهته بذلك غضب بشدة، وقال أنه كذب علي، وأنه يسمع الأغاني منذ أربع سنوات.

حاولت نصحه ولكن دون جدوى! أصبحت أبكي كثيرا، أخاف أن يعذبه الله، أو أن يموت على معصية، أشعر بخيبة أمل كبيرة، ولا أنام الليل من الهم، حين يخرج أعرف أنه يسمع الأغاني، وأصبح يبتعد عني، ماذا أفعل معه؟

أرشدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادية حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نشكرك على التواصل مع موقع الاستشارات في الشبكة الإسلامية، ونسال أن يكتب أجرك في نصح زوجك، وننصحك بالآتي:

_ بداية نحب أن نذكر لك أن لك أجرا عظيما لما تقومين به من نصح لزوجك، والحرص على هدايته واستقامته، ولكن حاولي أن تأخذي الأمر بشي من التأني والصبر، وعدم الاستعجال، واسلكي في ذلك أحسن الطرق في نصحه بالحكمة والموعظة الحسنة، والرفق واللين.

_ أحسني الظن بزوجك، فإذا كنت ترين أنه يصلي في البيت، فيمكن كذلك أنه يصلي إذا كان خارج البيت، ولا تسأليه صليت أو لا؟ حتى لا يدخل في العناد ثم يترك الصلاة.

_ إذا وعدك بترك سماع الأغاني ثم عاد لها؛ فحاولي أن تنصحيه مرة أخرى، ولا داعي أن تكوني في موقف المحاسب والرقيب عليه، لأنه زوجك وليس ولدك، فانتبهي، ومن المعلوم أن زوجك كسائر بني آدم يتوب ثم يعود إلى المعصية، والمطلوب منه التوبة من الذنب الجديد.

_ لا تنسين الإكثار من الدعاء لزوجك، وخاصة في ساعات الإجابة، بأن يصلح الله حاله، وأن يهديه ويوفقه.

_ اعلمي -أختي الكريمة- أن الهداية بيد الله وحده، والذي عليك هو البيان والإرشاد، فإذا اهتدى وصلح أمره -فالحمد لله- وإذا كانت الأخرى، فأنتي قد أديت ما عليك بالنصح والتذكير، فلا داعي لكل تلك الكلمات التي طرأت على نفسك "أشعر بخيبة الأمل، والهم والحزن، ولا أنام الليل، لأنه يسمع الأغاني"، فقد تكون هذه الكلمات من مداخل الشيطان على نفسك حتى تشعرين باليأس، وبأن زوجك لا خير فيه، مع أن الحاصل من زوجك عكس ذلك تماما، فهو يتقبل النصح، وبدأ عليه التحسن، وهو يعد بترك المنكر، ويقدر لك نصحك له، ومن خلال كلامك أنك قطعت شوطا كبيرا في هدايته، وثمرة جهدك قد أينع، فالأمل في صلاح زوجك وفقه الله أصبح كبيرا -بإذن الله- فأبشري بخير، واحذري أن تتوتر العلاقة مع زوجك فيفكر بشتات الأسرة.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً