الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حياتي هلاوس وقلق واكتئاب وغضب، فما تشخيصكم لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ سنة بدأت أشعر بأني أتغير، بدأت أتملل وأفقد رغبتي في كل شيء، وعزلت نفسي عن الناس، وصرت عصبية، وأعاني من الكوابيس، ثم تطور الأمر فصرت أعاني من ضيق التنفس، وتنميل الأطراف، وألم في الرأس، وكنت أخاف من الظلام سابقا.

راجعت طبيبا على الإنترنت، وأخبرني أنه ربما نقص الفيتامينات، فراجعت المستشفى، وعملت التحاليل، ووصفوا لي فيتامينات، ولكن بلا جدوى، وأشعر أني عبء على الآخرين بسبب حالتي، وفقدت ثقتي بالناس، وأحس أن هناك من يراقبني.

تطور الأمر أكثر، فصرت أسمع أصواتا وصراخا، وأحيانا أشعر وكأن شخص يلمس وجهي، أو يوقظني، وتكون كلها أوهام وهلوسة.

رجعت إلى بلدي -فأنا أدرس في الخارج- وأصبت ببانيك أتاك مرة أخرى، فراجعت الطبيب، وبعد الفحص تم نقلي لطبيب نفسي، وتوقع الطبيب أني مصابة بالاكتئاب، ولم أكمل العلاج النفسي بسبب ظروف سفري.

الآن أصبحت أكثر عصبية وغضب وعزلة وتوتر وعدم تركيز، وازدادت الهلاوس، فما تشخيص حالتي؟ وما العلاج المناسب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ khadija حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مما هو متاح في رسالتك الوافية أقول لك أنك تعانين من قلق المخاوف، يُضاف إليه أنه لديك بعض الأفكار الشكوكية الظنانية، ولا أرى أبدًا أنه لديك هلاوس حقيقية، إنما لديك هلاوس كاذبة أو ما يشبه الهلاوس، وفي ذات الوقت لديك شيء من سوء التأويل، لم يصل إلى المرحلة البارونية – أي مرحلة الأفكار الاضطهادية – وهذا ربما يكون مرتبطًا بأنك شخص قلق وحسَّاس، لذا يأتيك شيء من الارتياب.

أنتِ محتاجة لعلاج دوائي، وكذلك محتاجة لتعديل نمط سلوكك، أنا أرى أن ذهابك لطبيب نفسي سوف يُساعدك، ويساعدك كثيرًا جدًّا، والأدوية سوف تفيدك بصورة رائعة، تحتاجين لعقار مثل (زولفت) والذي يُسمى علميًا (سيرترالين)، يُضاف إليه جرعة صغيرة من العقار الذي يعرف باسم (رزبريادون)، هذه أدوية فاعلة ورائعة ومفيدة.

أما بالنسبة للناحية السلوكية: فيجب أن تتجاهلي الخوف والقلق، بل توظفي قلقك ومخاوفك ليكون إيجابيًا، وحاولي أن تكوني فاعلة، أن تجلسي مع الناس، أن تُكثري من الاطلاع، القراءة، اكتساب المهارات، التواصل الاجتماعي، الحرص على صلاتك في وقتها، تدارس أمور الدين والعبادات، وأن تكوني إنسانة نافعة لأسرتك، وأن تعبِّري عن ذاتك، لأن عدم التعبير عن الذات يؤدي إلى احتقانات، وإلى خوف وإلى توتر وإلى غضب.

فإذًا عملية البناء الفكري الإيجابي هي مهمَّة جدًّا بالنسبة لك، وأريدك أيضًا أن تطلعي وتقرئي بعض كتب الذكاء العاطفي أو ما يُعرف بالذكاء الوجداني، هو مهمٌّ جدًّا، وأهميته أنه هو الوسيلة التي تجعلنا نعيش حياة اجتماعية إيجابية، الذكاء العاطفي يعني: كيف يتعامل الإنسان مع نفسه إيجابيًا، وكذلك مع الآخرين. فأرجو أن تطَّلعي على أحد هذه الكتب وتُطبِّقي ما تستطيعين ممَّا تقرئينه.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً