الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني أحيانا من سرعة ضربات القلب، فهل أنا مصاب بمرض عضوي أو نفسي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري ٢٣ سنة، عندما كنت بعمر 15 سنة انتابتني سرعة في دقات قلبي، فذهبت إلى الطوارئ، وأجريت تخطيطا للقلب، وكانت الفحوصات والإيكو كلها سليمة.

ولكن ظل خوفي وقلقي من أن أكون مريضا بالقلب، ولكن الطبيب العام أخبرني بأن حالتي نفسية عصبية.

أنا رياضي، وشغلي شاق، ولكن وسواس المرض هو ما يتعبني، فأحيانا أشعر بضربة قوية في القلب، وأريد أن أعرف نوع مشكلتي هل هي عضوية أم نفسية؟ وما هو الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hsein حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الزيادة في ضربات القلب، أو خفقان القلب بشدة قد يكون عرضًا جسديًا بدنيًا للقلق والتوتر النفسي، خاصة إذا كان مُصاحبًا بأعراض نفسية أخرى، كما في حالتك، الخوف من الأمراض أو الخوف من أن يكون عندك مرض في القلب هو عرض نفسي، والوسواس هو عرض نفسي، إذًا عندك أعراض جسدية للتوتر مثل الخفقان، وطبعًا هذه هي أعراض توتر وقلق نفسي، ولذلك تكون الفحوصات سليمة كما في حالتك، لأنها ليست أعراضًا عضوية، هي أعراض نفسية، وواضح أنه يُصاحبها الخوف المرضي، وهو عرض نفسي، وكذلك يصاحبها وساوس.

وأنت –يا ابني الكريم– في عمر صغير، 23 سنة، وأنت شخص رياضي، وهذا العمر عادةً لا يكون فيه أمراض القلب، أمراض القلب مرتبطة طبعًا مع تقدم العمر مع أمراض السكر ومع البدانة المفرطة ومع التدخين ومع هذه الأشياء، وأنت في مقتبل العمر، وما تعاني منه –يا أخي الكريم– واضح أنه مرض نفسي وليس عضويًا، وقلق وتوتر نفسي.

لذلك أنصحك بتعلم الاسترخاء، الاسترخاء البدني عن طريق استرخاء عضلات الجسم المختلفة، يسمى استرخاء العضلات، بأن تشد مجموعة من العضلات كل مرة وتُرْخيها، وهكذا بالتناوب.

أو الاسترخاء عن طريق النفس العميق، وذلك بأن تقوم بغمض عينيك لمدة خمس دقائق، ثم أخذ نفس عميق وإخراج النفس بكل قوة وبطء عن طريق الفم، ويتم ذلك عدة مرات، في كل مرة تأخذ نفسًا عميقًا وتُخرجه، خمس أو ست مرَّاتٍ، وأنت مغمض العينين، وأنت تتخيل منظرا جميلا أو كأنك تتحدث مع شخصٍ تُحبه، وكرر هذه التمرين خمس مرات إلى ست مرات يوميًا، وإن شاء الله هذا يؤدي إلى الاسترخاء.

إذا تحسنت الحالة بهذه المعالجات وتمارين الاسترخاء فبها ونعمت، وإلا فلا ضير في التواصل مع طبيب نفسي لمساعدتك بصفة مباشرة وأفضل، أو حتى كتابة أدوية إن رأى ضرورة لذلك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً