الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بألم المعدة والغثيان والارتجاع وأجهل الأسباب وراء ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري ٢٣ سنة، وزني ٥٣ كجم، وأعاني من أعراض عديدة، ولي عدة استشارات سابقة في موقعكم الرائع.

منذ فترة وأنا أعاني من ألم المعدة، وأشعر بالغثيان، ومعدتي لا تهضم الطعام بشكل جيد، كنت أشرب المنبهات بكثرة الببسي والنسكافيه، وأعاني أيضا من حموضة المعدة، خائفة من إجراء المنظار، لكنني أشعر بأن شيئا ما يضغط على فم المعدة، حينما أتجشأ أحس بارتجاع الطعام من المعدة إلى الحنجرة، وشيئا كالهواء يسد حنجرتي فجأة، فآخذ نفسا سريعا، تراودني الحالة في بعض الأحيان عند الأكل أو الشرب أو التجشؤ.

مشكلتي الثانية بأنني أعاني من الوساوس والكوابيس، ثقتي بالله كبيرة، وأعاني من النبض والثقل في رأسي بشكل شديد، وفي بعض الأحيان تؤلمني عظمة الرأس التي تقع خلف الأذن في الجهة اليسرى أكثر من الجهة اليمنى، مع جود ألم بسيط في الرقبة، لا أخفيكم فأنا مدمنة على استعمال الموبايل والتابليت، وأسهر حتى ساعات الصباح، وأتوهم المرض أحيانا عندما تأتيني هذه الأعراض مع نوبة الهلع أحيانا.

أفيدوني، ولكم خالص تقديري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراض الجهاز الهضمي التي تحدثت عنها لا شك أن الجانب القلقي والجانب النفسي يلعب دورًا فيها.

نظّمي أكلك، توقفي عن تناول البيبسي والنسكافيه بكثرة، وفي ذات الوقت حاولي ألا تتكلمي أبدًا أثناء الأكل، وذلك لتجنب ابتلاع الهواء، ومارسي أي تمارين رياضية أو تمارين استرخائية، وهذا سوف يفيدك كثيرًا.

نمط حياتك يجب أن يتغيَّر، أن تقضي أوقاتًا طويلة مع التابلت والموبايل هذا أمرٌ ليس بالجيد أبدًا، هذا ضياع لأيام جميلة في العمر، وكما تفضلتِ وذكرتِ الاستعمال غير الراشد يصل لمرحلة الإدمان، وهذا النوع من الإدمان وُجد أنه الآن يضر بالجسد ويضر بالنفس، وقد يؤدي إلى اكتئابات كثيرة جدًّا.

فعليك بأن تضعي حدودا لهذا الأمر، التغيير منك أنتِ، التغيير تحت إرادتك وتحت تصرفك.

الوساوس والأحلام والشعور بالثقل في الرأس واستشعار النبض: هذا كله من القلق ولا شك في ذلك، وأنا أقول لك: لا تقلقي، لا تقلقي، لا تقلقي، أو اجعلي قلقك قلقًا إيجابيًا، بأن تستغليه في الأنشطة اليومية، أن تُدخلي إبداعات جديدة على حياتك، أن تُنظّمي وقتك، أن تتجاهلي كل هذه الأعراض.

والذهاب إلى طبيب الجهاز الهضمي سوف يكون مفيدًا لك، لأنه سوف يُطمئنك، حين يفحصك الطبيب ويعرض عليك نتائج فحوصاتك سوف تجدينها أنها جيدة جدًّا، وأن الذي بك هو مجرد أشياء بسيطة، ويا حبذا لو أقْدَمتِ على عمل المنظار ولو لمرة واحدة، أنا مقتنع قناعة تامَّة بأن الحالة النفسية قد لعبتْ دورًا في حالتك، ويمكن أن تتناولي الآن أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، وبعد أن تهدأ الأمور تمامًا اذهبي وقابلي طبيب الجهاز الهضمي لمجرد التأكد فقط.

دواء مُهدئ، ويزيل القلق، ويزيل الخوف والوسوسة سوف يُساعدك، عقار مثل (سبرالكس) مثلاً، والذي يُعرف علميًا (استالوبرام)، تناوليه بجرعة خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوع، ثم عشرة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، وفي خلال هذه المدة أي بعد أسبوعين من بداية تناول الدواء، اذهبي لطبيب الجهاز الهضمي، وهنا سوف تحسِّين أن الوسوسة والخوف والتوتر قد أصبحتْ قليلة جدًّا، وهذا سوف يُشجعك لعمل منظار الجهاز الهضمي من أجل الاطمئنان فقط.

إذًا تغيير نمط الحياة منهم -كما ذكرتُ لك-، العادات الخاطئة يجب أن تتوقفي عنها، خاصة التعامل مع الموبايل والتابلت، وارسمي خارطة طريق لنفسك، ما الذي تودِّين القيام به؟ ما هي الآليات والطرق التي سوف تُوصلك إلى تحقيق آمالك؟ ما هي مساهماتك في الأسرة؟

ظروفك الصحية الجسدية، وزن خمسين كيلو وزن قليل جدًّا، فأنت محتاجة ومن خلال إرادتك وهي موجودة -إن شاء الله- محتاجة لأن تُغيِّري الكثير جدًّا في مسار حياتك، ولا أعتقد أن الأدوية ستكون هي العلاج الأساسي في حالتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً