الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الاحتياطات اللازمة بعد الولاة المبكرة وموت الجنين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متزوجة منذ 11 شهرا، حملت بعد زواجي بثلاثة شهور -الحمد لله-، كنت أتابع مع الدكتورة وأمور الحمل على ما يرام -الحمد لله-، واظبت على الفيتامينات، وعلى مواعيد المتابعة، وكانت تحاليلي جيدة جدا -الحمد لله- حتى الشهر السابع، ثم أصبت بدورة برد شديدة، مع ارتفاع للحرارة، ووصفت الطبيبة التي تتابعني عبر الهاتف مضاداً عبارة عن كبسولتين في الصباح والمساء، ثم كبسولتين في الصباح التالي، تحسنت حالتي كثيرا، وانخفضت الحرارة، واستمر الرشح لمدة شهر، وفي الزيارة التالية للطبيبة أخبرتني بأن حجم بطني يعتبر صغيرا مقارنة بعمر الحمل، وطلبت الاهتمام في التغذية، وأكل البروتينات ومنتجات الألبان، وأعطتني موعدا بعد أسبوعين بدلا من شهر.

وبعد اأسبوعين تابعت وأخبرتني الطبيبة أن كمية الماء في السونار قليلة جدا، والدوبلر غير جيد، وحجم الطفل كيلوجرام واحد، ويعتبر صغير جدا بالنسبة لعمر الحمل في نهاية الأسبوع 30، وصفت حقنتين للرئة لمدة يومين، وحقن كليكسان 60 مرة في اليوم، مع فاسكولار مرتين في اليوم، وطلبت ضرورة الاستمرار على الفيتامينات، وبرونتوجيست 400 أقماع شرجية، وأن أعود بعد أسبوعين، عدت قبل الموعد بيوم، في اليوم الأول من الأسبوع 33، وتبين بأن الماء جف من حول الجنين، ولا بد من إجراء العملية فورا لإنهاء الحمل.

أجريت العملية القيصرية في نفس اليوم، وولدت طفلتي بوزن 950 جراماً، وكانت تتنفس بشكل طبيعي، وأدخلت إلى الحضانة، بعد الفحص قالوا بأن حالتها جيدة، ولكن وزنها ضعيف، ومناعتها ضعيفة جدا، وظهر في الدم ميكروب ولدت به وتحمله من الأم، ولا يظهر في الفحص السريري فقط بفحوص الدم، وصف الطبيب المضادات لمدة خمسة أيام، وحينما قلت نسبة الميكروب سمح لي بإعطائها الحليب، وبدأت أزيد الجرعة التي أعطيها لطفلتي -الحمد لله-.

بعد أسبوع ويوم من لادتها تدهورت حالة الطفلة، وتبين من خلال الفحص السريري تحجر البطن، وأنها تحتاج إلى عملية استكشافية لمعرفة السبب، ووضع الطفلة غير جيد، وحالتها لا تسمح بإدخالها إلى العمليات بسبب انخفاض الضغط، ودقات القلب غير منتظمة، تم تركيب جهاز للتنفس الصناعي، ونقل الدم والبلازما والصفائح، وكانت نسبة الهيموجلوبين 8، وسيولة الدم عالية جدا، ويجب علينا الانتظار حتى تستقر حالة الطفلة ثم تدخل إلى العمليات، وقدر الله بأن تتوفى، وذلك بعد عشرة أيام من ولادتها.

في تاريخ 9 - نوفمبر كانت ولادتي، ولم أنه فترة الأربعين بعد ولا النفاس، ذهبت لفحص الجرح، وأخبرتني الطبيبة أنه بحالة جيدة، وأعطتني دواء لإيقاف الحليب، لأنه لم يجف تماما، وقبل الحمل كنت أتناول الكليكسان، وأصبت بتينا الفخذين، لم أعط الأمر اهتماما لانشغالي بظروف الحمل والولادة، ولكنها ما زالت مستمرة معي.

بدأت منذ خمسة أيام بتناول العلاج الفموي، واستخدام الدهان الموضعي، فهل سوف تتكرر الحالة في حملي المقبل؟ وما هي الفترة اللازمة للانتظار قبل الحمل مرة أخرى؟ ومتى يمكنني ممارسة الرياضة؟ فوزني لم يعد كما كان، وشكل جسمي يضايقني كثيرا، فهل أستطيع في الأسبوع القادم ممارسة عملي؟ علما أنني في إجازة منذ بداية الشهر الرابع.

أتمنى الإجابة على استفساراتي، علما أنني قمت بإجراء تحليلات السكر، والغدة الدرقية، وصورة دم كاملة في بداية شهري الثامن، وكان كل شيء طبيعيا -الحمد لله-.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

للولادة المبكرة أسباب تتعلق بالجنين، كما أن هناك أسبابا تتعلق بالأم وحالتها الصحية، ولذلك من الضروري العمل على متابعة الحمل في المرة القادمة منذ بدايته حتى موعد الولادة، وهناك الكثير من العوامل التي تهيئ لحالة الولادة المبكرة، والتي تسمى Risk factors، ومنها العيوب الخلقية في الرحم، مثل الحاجز الرحمي، ويتم كشف ذلك بالسونار أثناء المتابعة أو قبل الحمل، ومنها تأخر نمو الجنين عن الطبيعي، كأن يكون وزن جنين في الشهر السابع لا يتعدى وزنه في الشهر الخامس مثلا، ومنها وجود المشيمة في موقع غير طبيعي داخل الرحم، مثل المشية الجانبية، مما يساعد على انفصالها انفصالا مبكرا، ومنها انفصال المشيمة المبكر، حتى لو كانت في موضعها الطبيعي، ومنها نقص الماء حول الجنين نتيجة التمزق المبكر للأغشية الجنينية، ونزول ماء الجنين، ومنها وجود عيوب خلقية أو خلل كروموسومي في الجنين، ولكن يحدث الإجهاض في تلك الحالة في وقت مبكر، في الثلث الأول من الحمل.

ومن الأسباب التي تساعد على الولادة المبكرة بالإضافة إلى الأسباب المهيئة لها: سوء التغذية، وفقر الدم الشديد، أو الأنيميا الشديدة، والتعرض للإجهاد الشديد، أو السفر الطويل، أو وجود أمراض عند الأم وعدم ومتابعتها، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وكسل الغدة الدرقية، والتهاب الفرج الشديد، وتوسع عنق الرحم، وعدم الحصول على متابعة طبية منتظمة منذ بداية الحمل.

ولذلك ليس شرطا تكرار ما حدث في هذا الحمل في الحمل التالي -إن شاء الله-، مع ضرورة تأجيل الحمل في الشهور الستة القادمة باستخدام وسيلة العازل الطبي، خصوصا في منتصف الدورة الشهرية، مع إمكانية الجماع دون عازل في الخمسة أيام التي تلي الغسل، والخمسة أيام التي تسبق الدورة الشهرية؛ لإعادة بناء بطانة الرحم، وخفض مستوى هرمون الحليب، وعلاج الفطريات الخارجية، وعلاج فطريات الفرج المحتمل وجودها.

مع ضرورة الكشف الظاهري على الرحم، وعمل سونار عليه، للتأكد من عدم وجود حاجز رحمي، والاطمئنان على المبايض، وعدم وجود أكياس وظيفية أو تكيسات، وفحص صورة الدم، وعلاجه في حال وجوده، وفحص وظائف الغدة الدرقية، وتناول حبوب فوليك أسيد في الشهور التي تسبق التحضير للحمل، وعلاج نقص فيتامين (د)، والتغذية الجيدة، وممارسة قدر من الرياضة، وبعد مرور تلك الفترة يمكنك التفكير في الحمل -إن شاء الله-، كل ذلك حتى لا تتكرر تجربة الولادة المبكرة مرة أخرى.

حفظك الله من كل مكروه وسوء ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً