الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهاب الاجتماعي يعيق سير حياتي بشكل طبيعي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 18 سنة، وأعاني من الرهاب منذ الصغر، رافقني الرهاب منذ أن كنت في المرحلة الابتدائية، وكأي طفل بهذا العمر لم أفهم ذلك الشعور، ولم أتعرف على أسبابه، لكنني كنت أعرف بأنه ليس طبيعيا، منعني الرهاب من فرص كثيرة في حياتي، ووضع العوائق بيني وبين الناس.

مشكلتي الكبيرة أنني لا أستطيع التحدث أمام الناس وفي الحياة اليومية العادية، ومن المستحيل أن أستطيع الإلقاء والتحدث في العروض التقديمية، وبسبب ذلك خسرت الكثير من الدرجات.

ولدي مشكلة أخرى، في بعض الأحيان تراودني حالات غريبة، ابدأ بالبكاء دون سبب، وأشعر بالذنب وأنا لم أفعل شيئا، أفكر كثيرا بأفكار سلبية تجعلني أكره الحياة.

قد يبدو كلامي قليلا ولكنني لا أعرف المشكلة تحديدا، ولا أستطيع وصفها، ولكنها تضايقني جدا، وأريد حلا لها، لأنني تعبت وأنا أستيقظ كل يوم خائفة، ولا أعلم لماذا! أريد علاجا يساعدني على التحكم بهذا الشعور، وما هي طريقة التغلب عليه؟ علما بأنني لا أستطيع الذهاب لمراجعة الطبيب النفسي.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، رسالتك واضحة ومعبرة، ومن خلال ما ذكرته أستطيع أن أقول لك: إنك تعانين من درجة بسيطة من الرهاب الاجتماعي، وقد بدأ الخوف عندك مبكرا، وسبب هذا الخوف قد يكون ناتجا من تجربة سلبية، بمعنى أنك قد تكونين تعرضت لموقف كان مخيفاً جداً بالنسبة لك، أو درجة الخوف ربما لا تكون عالية، لكن كانت ذات معنى شخصي مهم جداً بالنسبة لك، وقد لا تكونين لاحظت هذا الخوف في ذاك الوقت، لكنه ترسب في وجدانك وأعماقك، وظهر في شكل خوف اجتماعي مكتسب.

النقطة الثانية وهي حالات البكاء بدون سبب، لا بد أن يكون هنالك سبب، لكن قولي إن السبب قد يكون واهياً، أو ليس مهماً، وهذه نشاهدها لدى الأشخاص الذين لديهم حساسية في الشخصية، وأنت قد تكونين من هؤلاء، وهذا لا يعتبر مرضا.

بالنسبة للرهاب الاجتماعي -أيتها الفاضلة الكريمة-؛ الرهاب يعالج من خلال التحقير، لا تقبلي فكرة الخوف أبداً، وأنا أؤكد لك أنه لن يصيبك مكروه عند المواجهة أبداً، البداية تكون في المواجهات، أن تجلسي مثلاً في الصف الأول، هذه أول مواجهة تقومين بها.

النقطة الثانية: أن تشتركين في نشاط ثقافي، أو اجتماعي نسائي، ومراكز تحفيظ القرآن والانضمام إليها وجدناها من أفضل الأشياء الفاعلة التي تعالج الرهاب الاجتماعي، ممارسة أي نوع من الرياضة التي تناسبك، وتطبيق التمارين الاسترخائية، والتمارين الاسترخائية، أوردناها في استشارة لإسلام ويب تحت الرقم: (2136015)، طبقي ما بها من إرشاد و-إن شاء الله تعالى- تكون مفيدة جداً لك.

هذه الإرشادات الأساسية: فكرة تحقير الخوف، وعمل ما هو ضده مهمة جداً، وحين تبدئين في تطبيق مثل هذه البرامج، سوف تشعرين بخوف شديد نسبياً في بداية الأمر، لكن بالمزيد من التعرض والاندماج والمواجهة سوف يبدأ هذا الخوف في الانحصار تدريجياً إلى أن ينتهي تماماً -إن شاء الله تعالى-، أرجو أن تحرصي على ذلك، من النقاط الأساسية أيضاً أن تطوري مهاراتك، وذلك من خلال كثرة الاطلاع والقراءة، تحديد خطة لتنظيم الدراسة، الصلاة مع والدتك أو أهل بيتك من النساء، هذا كله فيه تعرض إيجابي بالنسبة لك فاحرصي عليه.

بالنسبة لموضوع البكاء غير المبرر، حاولي دائماً أن تعبري عن ذاتك، لا تحتقني، لا تكتمي؛ هذا يساعدك كثيراً؛ فتعبير المشاعر هو أحد المنافذ التي تخرج منها طاقتنا النفسية السلبية، هذا ما نسميه التفريغ النفسي، وهو مهم جداً، لا تكرهي الحياة، الحياة طيبة وجميلة، وأنت في بدايات العمر الشبابي، حيث الطاقات كثيرة جداً ومتوفرة، ويجب أن يستفاد منها.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت في حاجة أيضا لعلاج دوائي بسيط مضاد للرهاب الاجتماعي، لكن نسبة لعمرك لا نستطيع أن نصرف لك الدواء، فاذهبي وقابلي الطبيب بعد أن تقنعي أهلك بذلك، وإن لم يكن طبيباً نفسياً، حتى الطبيب العمومي، أو طبيب الباطني، أو طبيب الأسرة، يمكن أن يصرف لك هذه الأدوية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً