الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاملة الناس لي تشعرني أنني غير محبوبة ولا أجذب الآخرين.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

متزوجة، ولدي 3 أولاد، مشكلتي قديمة وهي أنني غير محبوبة من الآخرين، ولم يكن لدي أصدقاء مقربين في المدرسة، وفي الجامعة كان لدي صديقة واحدة فقط تقريبا، حتى أهلي وإخوتي يفضلون إخوتي علي بشكل واضح، لا أعلم المشكلة؟ ربما ثقل دمي كما يقال، مع أنني لا أحرج أحدا، ولا أسيء لأحد بمزاح أو غيره.

أمي بعيدة عنا، فهي تتصل بأخواتي دائما ولا تتصل بي أبدا، تزورني نسوة من الجيران زيارة واحدة ثم لا تكرر، بدأت أكره نفسي، وأصابتني الكآبة من هذه الحال، إذا اجتمعنا عند أهلي تتجه قلوب الجميع نحو أختي والمزاح والأحاديث والإعجاب لها، صار في نفسي شيء نحوها لكن دون أن تشعر بشيء أبدا، وكلما تكلم معها أحد تجيب مع ضحكة تجذب الجميع، أما أنا لو فعلت مثلها تبقى ردودي جامدة وباردة، حتى إن إحدى صديقاتنا تصرح لي كم تحبها وتودها مع إنها تسكن قربي لا قربها.

أنا في الحقيقة لا ألوم أحدا، ولكنني أعتصر حزنا على حالي، وعلى فقداني لأدنى معاني الجاذبية الاجتماعية.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله أن يصلح الحال، وأما الجواب على ما ذكرتِ:

- من الجيد أنك تحرصين على حسن العلاقة مع الآخرين والقرب منهم، وأرجو أن لا يتحول هذا الحرص إلى اكتئاب أو قلق، فقد يكون اللاتي بينهم وبين غيرك مودة بسبب تقارب السن أو الطباع، وأنت مختلفة عنهن في ذلك، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الأرواح جنود مجندة . فما تعارف منها ائتلف . وما تناكر منها اختلف" رواه مسلم برقم 2638.
ومعنى الحديث "إنَّ الأجساد التي فيها الأرواح تلتقي في الدنيا، فتأتلف وتختلف على حسب ما خُلِقَت عليه؛ ولهذا ترى الخيِّر يحبُّ الأخيار ويميلُ إليهم، والشِّرِّير يحبُّ الأشرار ويميلُ إليهم.

ويمكن أن ندلك على أمور تجعلك محبوبة للآخرين وهي تكمن في الآتي:
- المداومة على تزكية النفس والعمل الصالح قال تعالى "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا" [ سورة مريم اية ٩٦ ]؛ ومعنى الآية ظاهر فمن دوام على صلاح إيمانه وعمله الصالح فإن الله يجعل له محبة ومودة في قلوب الخلق.

- حسن الخلق، والبشاشة وطلاقة الوجه عند اللقاء بالآخرين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنكم لا تسعون الناس بأرزاقكم، ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه، وحسن الخلق)).

- الزهد عما في أيدي الناس من مال ونحوه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما أيدي الناس يحبك الناس» رواه ابن ماجة وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 922.

- ومما يجلب المحبة في قلوب الخلق تفقد أحوالهم ومواساتهم وإعناتهم عند الحاجة، والمشاركة لهم في الأفراح والأتراح، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أحب الناس إلى الله أنفعهم, وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا" رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 176.
ومن أحبه الله بسبب هذه الأفعال كتب له القبول في الأرض فيحبه الناس.

- ومما يجلب المحبة في قلوب الناس الدعاء فقد كان أبو هريرة رضي الله يدعو فيقول " اللهم ارزقني حب الناس وحب الناس لي ولأمي".

- وأخيرا فيمكنك أن تقرئي في بعض الكتب والمواقع عن أسباب محبة الناس، وستجدين أكثر من هذا.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً