الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشك في زوجي وأختلق الكذب لكي يعترف لي بخيانته

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا امرأه متزوجة منذ 3 سنوات، ولدي طفلان، عمر الأكبر سنتان، والثاني 4 شهور، زوجي يعمل في مكان بعيد لمدة أسبوعين، ثم يرجع للمنزل أسبوعين، وأنا أيضا امرأة عاملة.

كانت حياتي الزوجية مع زوجي ممتازة، وكان لا يرفض لي طلباً، ويدللني، ولكنني أصبحت أشك بأنه يخونني، فعندما كنت حاملاً بطفلي الأول اكتشفت أنه يكلم امرأة أخرى، فغضبت منه، وذهبت لبيت أهلي، وواجهته، لكنه أنكر، لكنني عدت له بعد تدخل الأهل، واعتذاره لي، ووعده لي بألا يتكرر ذلك.

رجعت بعد أسبوعين لبيتي، لكنني بقيت في شك، وحاولت أن أتجاهل ما حدث وأنسى، لكنني لم أستطع، فبدأ الشيطان يوسوس لي بأفكار غريبة، فأقوم أحياناً بالبحث في جواله، فوجدت بعض المسجات مع زملائه يسألهم عن فتيات لكي يحدثهن، ويخرج معهن، وأحيانا يسأل عن جارات لي هن من ذوات العلاقات يود معرفة أرقامهن.

مرت الأيام والشهور أنا أحاول إخفاء غيرتي لكي أعيش بارتياح، ولكن عند عودتي للبيت بعد ولادتي الثانية لاحظت عليه بعض التغيرات، فأصبح لا ينام معي في الغرفة ذاتها، ويطلب مني النوم مع أطفالي، لأنه يريد الغرفة باردة، خوفاً على الأطفال من المرض، وإذا أرادني أذهب إليه، ثم أعود لأطفالي وأنام معهم.

وفي يوم من الأيام اختلقت كذبة واجهته بها، فقلت له: بأن فتاة أخبرتني بأنك تبحث عن فتاة، فغضب مني وأصر أن يعرف من هي تلك الفتاة؟ وقال لي: لماذا لم تسأليها إن كنت خرجت معها أم لا؟ وأنها تريد أن تفرق بيننا، وأحياناً يقول لي: أنت كاذبة، وتشكين بي، ساعدوني بنصحكم وتوجيهكم.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سيف حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنشكرك على التواصل مع موقع الاستشارات في الشبكة الإسلامية، ونسأل أن يكتب أجرك في حرصك على صلاح زوجك، وأما ما يمكن أن نشير بك عليك فيمكن في الآتي:

_ بداية نحب أن نذكر لك أن لك أجرًا عظيما لما تقومين به من نصح لزوجك، والحرص على هدايته واستقامته، ولكن حاولي أن تأخذي الأمر بشي من التأني والصبر، وعدم الاستعجال، واسلكي في ذلك أحسن الطرق في نصحه بالحكمة والموعظة الحسنة، والرفق واللين.

_ لا داعي أن تكوني في موقف المحاسب والرقيب عليه؛ لأنه زوجك وليس ولدا لك، فانتبهي، ومن المعلوم أن زوجك كسائر بني آدم يتوب ثم يعود إلى المعصية، والمطلوب منه التوبة من الذنب الجديد.

_ لا تنسي أن تكثري من الدعاء لزوجك، وخاصة في ساعات الإجابة، بأن يصلح الله حاله وأن يهديه ويوفقه.

_ من المعلوم أن بعض الأزواج عندما لا يلقى اهتماما من زوجته في ملبسها، وتدللها وتجملها، فإنه يعرض عنها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير النساء التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها، ولا مالها بما يكره»، رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 3298، والعاقل من هؤلاء الأزواج من يتزوج على زوجته، والذي لديه ضعف في تدينه وإيمانه يبحث عن العلاقات المحرمة، لأن النساء الفاجرات يزينهن الشيطان في نظرهم، فعليك الاهتمام المبالغ فيه بزوجك، حتى تملئي عينه وعقله، فلا يفكر فيما يغضب الله تعالى.

_ ثم اعلمي -أختي الكريمة- أن الهداية بيد الله وحده، والذي عليك هو البيان والإرشاد، فإذا اهتدى وصلح أمره -فالحمد لله-، وإذا كانت الأخرى فأنت قد أديت ما عليك بالنصح والتذكير، وفي حال استمر هذا الزوج في غيه، فلك الحق أن تقرري هل تستمرين معه أم لا.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً