الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اعاني من الإغماء المتكرر، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم..

بداية أود أن أشكركم على جهودكم الكريمة في هذا الموقع المبارك.

أعاني من حالة إغماء متكررة حصلت لي ما يقارب 4 مرات خلال السنتين الماضية، ولا أعرف ما هو السبب؟

فأول مرة حصلت لي عندما كنت في المستشفى مع أخي، حيث كان يعاني من الحمى، فرأيت الممرض وهو يضع إبرة المغذي في يد أخي, لم أكن أبدي للموضوع أي اهتمام، ورجعت أنظر إلى هاتفي، ولكن بعد ما يقارب الدقيقة شعرت بصعوبة في الرؤيا, وكأن هناك سحابا أسود بدأ في التراكم حتى فقدت نظري كله، ولم أعد أشعر بشيء حتى استيقظت.

عندما استيقظت لم أكن أشعر بتعب أو بتنميل، بل كنت أكثر نشاطا، وعلى كلام من حولي أخبروني بأني كنت أرتجف وكان جسدي مشدودا.

وما يجعل الأمر غريبا ومزعجا بالنسبة لي: هو حدوث هذه الحالة في أوقات غير متوقعة، ويصاحبها أعراض غريبة، مثلاً ألم في الظهر قبل الإغماء، أو انتفاخ في الجزء الأيسر من البطن, وهذا جعلني أخاف من تجربة أي شيء جديد خوفاً من حدوث هذه الحالة.

قمت بزيارة عدة أطباء، وكانوا يكتفون بتحليل الدم، ويخبروني بزيارتهم مرة أخرى إذا تكررت الحالة, أحدهم أخبرني بأن سببها هو الجفاف، واكتفى بذلك.

هذه الحالة لا تصيبني إلا في الشتاء، وقبل أن تصيبني يتغير لون أظافري إلى اللون البنفسجي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالملك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيعاني بعض الأشخاص من حالة دوخة مفاجئة ودوار، ويصاحبها تعرق وزيادة في ضربات القلب، ثم هبوط حاد في الضغط، ويسقط على الأرض مغشيا عليه عند الوقوف المفاجئ من وضع الرقاد، أو عند شم رائحة قوية أو نفاذة مثل رائحة المواد الكيميائية في المختبرات، أو رؤية منظر غير مريح، مثل: حالة نزف، أو حادث سيارة مؤلم، أو أثناء رؤية حقن مريض، وتسمى تلك الحالة: Vasovagal syncope وهي أعراض مرتبطة بالاستثارة التي تحدث للعصب اللاإرادي العاشر المسمى: العصب الحائر Vagus nerve .

ومما يزيد من فرص تكرار تلك الحالة الوقوف لعدة ساعات، وحالة الإرهاق وفقر الدم التي يعاني منها الشخص المريض؛ مما يؤدي إلى الدوخة والدوار والغثيان والتعرق نتيجة توسع الأوعية الدموية الطرفية، وانسحاب الدم من الدورة الدموية إلى الأطراف، ويحدث زيادة في نبضات القلب، وسخونة الوجه، والغثيان أو القيء والتعرق، وقد يصل الأمر إلى فقدان الوعي.

وعند الاستلقاء على الأرض ورفع الأقدام إلى الأعلى يبدأ الجسم في إعادة ترتيب نفسه، وتصل الدورة الدموية إلى المخ، ويستعيد الإنسان وعيه تدريجيا، مع شرب بعض العصائر، وقليلا من الملح أو الأجبان المالحة، أو الزيتون المخلل، وهذه الحالة يتم التخلص منها بالتعود التدريجي على المواقف، والحذر عند التواجد في بعض الأماكن، أو رؤية المناظر التي تؤدي إلى تلك الحالة، وعدم الوقوف المباشر من وضع الرقاد، بل يجب الجلوس في السرير لعدة دقائق قبل الوقوف، ولكن ليس هناك خطورة.

ويمكن تناول علاج لتلك الحالة مثل:
- حبوب Fludrocortisone مرتين في اليوم.
- مع الإكثار من السوائل والعصائر، وشرب الماء.
- وعلاج فقر الدم، ونقص فيتامين (د)، وتناول نوع من مقويات الدم يحتوي على العناصر اللازمة لحيوية الخلايا ولضبط ضغط الدم، وكل ذلك سوف يساعدك على التخلص من حالة الهبوط المفاجئ إن شاء الله.


وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً