الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عانى أخي من حالة غريب، فهل كان مرضا نفسيا؟ وهل يمكن أن يعود مرة أخرى؟

السؤال

السلام عليكم..

لدي أخ يصغرني، عمره 19 سنة، وفي الصف الثالث ثانوي، منذ شهرين بدأت تظهر عليه علامات غريبة، ويفسر الأمور بطريقة خاطئة، فلو غضب الأستاذ على مجموعة من الطلاب في الصف ظن بأن الأستاذ غاضب منه!

وصار يسمع بأن الناس يتهمونه بالشذوذ الجنسي، حتى إخوانه يتهمونه، وفي الفصل، وغير الفصل، حتى الذين لا يعرفونه يتهمونه، وصار يرى بأن الناس تقلد مشيته، وفي بعض الأحيان يظن بأنه يقرأ أفكار الناس، إلى أن جلس معه أخي الكبير، وأفهمه بأن هذا من الشيطان، وأن هذه وساوس.

واستمرت معه هذه الحالة لشهرين تقريبا، ولكن في آخر الشهرين زادت قليلا، ولكن منذ أسبوعين تقريبا أو ثلاثة رجع لحالته الطبيعية وأحسن من ذي قبل، والآن عندما نذكره بحاله السابقة يضحك على نفسه ويخجل، فما الذي أصابه؟ وما سبب ذلك؟ وهل يمكن أن تعود له نفس الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك –أخي- على التواصل مع استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لأخيك هذا العافية والشفاء.

الأفكار التي أتت لهذا الابن بالفعل هي ذات طابع وسواسي وعصابي، ولكن أظن أن مسألة أنه يقرأ أفكار الناس هذه قد تكون فيها شيء من السمحة الذهانية، والحالة التي أتته بفضل الله تعالى يظهر أنها مؤقتة وعابرة.

أخي الكريم: إن كان لديكم تاريخ للمرض النفسي في الأسرة -مع احترامي الشديد لأسرتكم الكريمة- ففي هذه الحالة من الأفضل أن يعرض هذا الابن على طبيب نفسي لمجرد التأكد، ولشيء من المراقبة النفسية التي قد تتطلبها حالته. وليس هنالك ما يدعو أن تقول له هذا الكلام.

لكن إن كان هنالك تاريخ مرضي في الأسرة فأعتقد سيكون بالفعل من الحكمة والرزانة أن يقوم بفحصه طبيب نفسي للتأكد من التجربة التي مر بها، وإن كنت أرى أنها نوع من الوسوسة، ولكن قد يكون هنالك شيء من الذهانية أيضاً، وهذا لا نريده حقيقة أن يتكرر لهذا الابن، لأنه صغير في السن.

ودائماً التدخل الطبي النفسي المبكر يمنع الكثير من الحالات النفسية والحالات الذهانية والعقلية، والآن الطب النفسي الحديث كله متوجه نحو التدخل المبكر، وحتى إنه توجد بعض المراكز في بعض الدول أذكر هنالك مركز في مدينة أدمبرا في بريطانيا زرت هذا المركز، هذا المركز فقط يتابع الأطفال الذين لديهم تاريخ مرض نفسي في الأسرة أي إذا كان أحد الأبوين أو أحد الأقارب يعاني من مرض نفسي هؤلاء الأطفال، حيث يتم مقابلتهم ودراستهم ومراقبتهم، لأنه أصبح من المؤكد أن الآثار الوراثية أو العوامل الوراثية ربما تلعب دوراً في بعض الحالات، وهذا الكلام يجب أن لا يزعج الناس.

أنا أعتقد أنه شيء إيجابي جداً أن يكون هنالك نوع من التدخل المبكر.

عموماً هذا الابن -حفظه الله- الآن هو في وضع جيد، ويجب أن لا ننزعج كثيرا، ولكن أيضاً يجب أن نكون في جانب الوعي والإدراك بأن نعرضه على طبيب نفسي، خاصة إذا كان هنالك تاريخ أسري للمرض النفسي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً